بنجر السكر..حلم الإكتفاء الذاتي والتنمية (3-3)
وللبنجر خريطة زراعية متطورة ومتوسعة ومستمرة فى التمدد فى مصر، حيث تتم زراعته حاليا فى منطقة مصر السفلى (شمال مصر بدءا من سيناء ومحافظات القناة شرقا وحتى مطروح غربا) كما يزرع فى مصر الوسطى (بنى سويف والمنيا واسيوط) بالإضافة إلى الفيوم كما أن هناك مناطق يمكن الزراعة بها مثل الواحات وشرق العوينات وأخيرا ثبت على المستوى البحثي امكانية زراعة بنجر السكر بنجاح فى منطقة توشكى وذلك من خلال فريق بحثى من معهد بحوث المحاصيل السكرية وانضم إليه أعضاء من جامعة اسوان ومركز بحوث الصحراء ومركز القومى لبحوث المياه هذا الفريق البحثي الذى يترأسه كاتب هذه السطور يعمل منذ موسم 2013/2014 ومستمر حتى الان قد وجد أن هناك إمكانية لنجاح زراعة البنجر بهذه المنطقة وفى هذا العام يتابع الفريق البحثي تجربة توسعيه قوامها 800 فدان فى توشكى وهنا نقول انه لدينا فرصة عظيمة لتضاف هذه المنطقة الى خريطة البنجر الزراعية المصرية.
وأخيرا فأن التوسع فى زراعغة بنجر السكر تقضى الى نمطين من التنمية وهما التنمية الزراعية والتنمية الصناعية، فالتوسع فى زراعة البنجر يجب أن يرافقها تدشين مصانع لاستخلاص السكر منه، اذن زراعة البنجر واستخلاص السكر منه سوف تستوعب الكثير من الايدى العاملة كما أن هناك صناعات جانبية يمكن أن تقوم الى جوار صناعة استخلاص السكر من البنجر، كل ذلك يؤدى إلى تنمية سريعة وفرص عمل تقدر بالآلاف، والمناطق المقترحة لزراعته اغلبها مناطق هشة اجتماعيا وتقل فيها فرص العمل المتاحة بالإضافة إلى الانخفاض السكانى ومن هذه المناطق الواحات وشرق العوينات وتوشكى وشمال سيناء فإن زراعة البنجر وتدشين صناعة السكر بها سيؤدى إلى جعل هذه المناطق النائية مناطق ثرية متحضرة وجاذبة للعمالة وماحقة للبطالة، فبالتالى فإنني من منطلق كوني باحث ولي رؤي واسهامات في التنمية المجتمعية أرى من الضرورى النظر بعين الإعتبار الى هذا التوجه الذي اشرت إليه.