بنيوية الذات في التحليل النفسي
21من اصل21
ولكن ما يحصل أن هذا الطلب وإن تكرر مستعينًا بكل التعابير التي تتيحها له اللغة، لا يستطيع أن يلبي موضوع الرغبة. فهي وإن كانت محركة للطلب فإنها لا تفي بغرضها بعد تلبية هذا الطلب، لأن الرغبة تنطلق من نقصان لوجود مرتهن برغبة الآخر الكبير، وهو ما كان يسميه لاكان “الشيء (La chose)” ولا يمكن تحقيقه، ولا يمكن تسميته، لان أي موضوع يحل محله لا يفي بغرضه. والملاحظ أنه كلما ألح بالطلب للحصول على هذا “الشيء” كلما اتسعت الفجوة بين ما يحققه وما أصبح بحكم المفقود. فهو ما بعد إكفاء الحاجة، وما قبل الطلب. فالرغبة دائمة ومستمرة، تنطلق من نقصان لهذا “الشيء” الذي هو بمثابة فراغ مسبب لها في انطلاقها، وهدف لها في آن واحد. ومن هذا المنطلق يستنتج لاكان بأن أي محاولة لاستبدال الموضوع المفقود بمواضيع أخرى لا يمكن أن تفي بالحاجة، لأن كل المواضيع ليست إلا بدائل لا توازي ما قد فقد. فمن هذا المعنى يصبح موضوع الرغبة، موضوعًا مفقودًا إلى الأبد، مسببًا لوجود وهدفًا في آن واحد. وهذا ما عناه لاكان بترميزه “موضوع أ” (“Objeta”) أي مسبب الرغبة وموضوعها في نقس الوقت.