تردُّد أصوات الحيوانات

تردُّد أصوات الحيوانات

تردُّد أصوات الحيوانات

تختلف أصوات الحيوانات بسبب طول الموجة الصوتيَّة وتردُّدها الذي تُصدره حنجرة الحيوان، وسُرعة انتقال الموجة في الوسط المُحيط به، حيث تختلف هذه السُّرعة فيما بين الماء والهواء بدرجةٍ كبيرة، حيث يكون أبطأ بنسبة 4.5 مرَّات في المياه.
بصُورةٍ عامَّة، من المُعقَّد على أي كائنٍ أن يُصدر موجة صوتيَّة حجمُها كبير بالنِّسبة لحجم جسده، وهذا السبب يدفع مُعظم الكائنات صغيرة الحجم إلى التواصل بتردُّدات عالية، كما أنَّ الكائنات المائيَّة تميل إلى إصدار أصواتٍ ذات تردُّدات من تلك البرية لتتمكَّن من الانتقال بقُوَّة أكبر. قد تستطيع العديد من الحشرات والضفادع والطيور الصَّغيرة إصدار موجاتٍ صوتيَّة يبلغ تردُّدها آلاف الموجات في الثانية الواحدة. لكن ولكي تستطيع الكائنات إصدار أصواتٍ مُتنوِّعة لتناسب الموقف (مثلاً، قد يحتاج الحيوان إلى صوت تحذيريٍّ مُختلفٍ عن صوت التودُّد لشريك)، فهي بحاجةٍ إلى طريقة لجعل أصواتها تختلف.
تستطيع الفقاريَّات إنتاج أصواتٍ مُتنوِّعة ومتفاوتة بفضل رئتيها وقُدرتها على تنفُّس الهواء أثناء إصدار الأصوات، ممَّا يُساعدها على صنع أصوات مُعقَّدة جداً، إلا أنَّ هذا الأمر أكثر صُعوبةً بالنسبة للكائنات التي ليس لديها جهازٌ تنفسيٌّ مُعقَّد.[٤]
يتميَّز التواصل الصوتي بين الحيوانات بقُدرته على تجاوز المسافات البعيدة، والعوائق البصريَّة (مثل الأشجار الكثيفة أو الجبال)، للوُصول إلى أفرادٍ بعيدين من جنس الحيوان، ويُمكن أن يكون ذلك مُفيداً على نحوٍ خاص عند التزاوج أو البحث عن شريك من على مسافة طويلة. إلا أنَّ التواصل من على المسافات الطويلة له مُشكلاته، فبما أنَّ الحيوانات الصغيرة تُصدر أصواتاً عالية التردُّد، فإنَّها سُرعان ما تتشتَّت وتفقد زخمها بالرغم من تردُّدها العالي، ولذلك فهي غالباً لا تستطيع التواصل إلا على مسافاتٍ محدودة.
تؤثر البيئة المُحيطة على الحيوان بقُدرته على نقل الصوت أيضاً، ففي الغابات كثيفة الأشجار يُمكن لصدى الصوت وارتداده على الأجسام المُحيطة أن يكون عاملاً مُهماً، فهو يَجعلها تفقد معناها ونمطها الأصليَّ بسُرعة لتُصبح عصيَّة على التمييز، بينما في المناطق المفتوحة كالسُّهول العشبيَّة، يُمكن للصوت أن ينتقل لمسافاتٍ أبعد بكثير.[٤]

m2pack.biz