تركيز وليس تنويع 3من اصل4
( أوردنا في الفصل السابع أمثلة على النواحي التي تميزت بها بعض الشركات ، أي استجاباتها لتحديات تحدي
العمل ) .
تردد درگر كقاعدة عامة في مناقشة أسس الفشل المنطقية ، مؤكداً على أننا لا نتعلم إلا من الأشياء التي نؤديها
بنجاح ، غير أنه وضع استثناء في البحث عن الفشل في شركات الأعمال من أجل إيجاد ترکيز هادف . وجد
أن السمة العامة المهيمنة على التركيز الفاشل ذات وجهين ؛ أولهما غطرسة إدارة الشركة في اعتقادها بإمكانية
تميزها المتساوي في الربط بين مختلف استراتيجيات العمل ، وثانيهما أنها لم تدرك الحاجة إلى إيجاد طريقة
للتخلص من كل ما هو غير منتج . طرح بشأن السبب الأول عدم جدوى الاعتقاد بأن الشركات يمكنها القيام
بأكثر مما تسمح بها مواردها ، وأما بشأن السبب الثاني فقدم بعض الأمثلة : خط الإنتاج الذي تجمد
كالمستحاثات بسبب التردد في التخلص من المنتجات الأولى التي تسببت بنجاح الشركة ، وسلسلة الأسواق
المركزية التي رفضت التخلي عن محلها الأصلي على الرغم من أنه لم يعط نتائج طوال سنوات ، ومخبر
الأبحاث الذي تمسك بمشاريع تائهة بسبب کيانات الأنا لدى المدراء التنفيذيين .
وفي المقابل فقد ضرب لنا تاريخ شركة جنرال إلكتريك General Electric الحديث مثلاً
في البحث عن التركيز من أجل إعادة إحياء « التفكير المتفر د» إذ تلقي ريجينالد جونز
Reginald Jones المدير العام التنفيذي للشركة في أوائل ثمانينيات القرن العشرين ثناء
كبيرا من صحف الأعمال باعتباره أكثر مدراء الطبقة العليا في الولايات المتحدة فعاليةً
وأعلاهم قدر اً إذ قام بالتركيز على إدارة الأصول الرأسمالية وإنتاجية الموارد . وفي تسعينيات
القرن العشرين رفع سلفه جاك ويلش Jack Welch سقف التميز في الشركة عندما اتخذ
قراره بالربط بين مفاهيم التخلي المنظم وبين التركيز ، وقال فيما بعد : « استلهمت من بيتر
درگر فكرتي المركزية الأولى عن شركة جنرال إيليكتريك في العام 1981،