«تعبئة عامّة» في عفرين لمواجهة الهجوم التركي

«تعبئة عامّة» في عفرين لمواجهة الهجوم التركي

«تعبئة عامّة» في عفرين لمواجهة الهجوم التركي

ف ب
لبّى عشرات الشبان والشابات في الأسبوعين الأخيرين، دعوة «الإدارة الذاتية الكردية» ل»النفير العام» دفاعاً عن منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية شمال محافظة حلب، التي تواجه هجوماً تركياً لطرد المقاتلين الأكراد من المنطقة.
وفي ساحة وسط مدينة عفرين، سار عشرات المتطوعين في صفين منتظمين، حمل بعضهم أسلحة للمرة الأولى في حياتهم، وأقسموا بصوت واحد على «مقاومة» الهجوم الذي تشنّه تركيا مع فصائل سورية موالية لها في المنطقة.
وقالت أسماء عفرين (19 عاماً) بعد تطوّعها في صفوف «وحدات حماية المرأة» الكردية، إن «عفرين هي الأرض التي كبرت فيها كما آبائي وأجدادي، لذلك من الواجب عليّ أن أحارب». وأضافت الشابة التي تدرس الإعلام في «جامعة عفرين»: «لا أرى نفسي اليوم طالبة بل مقاتلة في الوحدات». وانضم فرهاد عكيد (21 سنة) إلى صفوف المتطوعين ل»مقاومة» الهجوم التركي. واعتبر الطالب في الهندسة الزراعية في «جامعة عفرين»، أن «الطائرات الحربية للدولة التركية تقصف عفرين وتقصف المدنيين وتهاجمنا»، متابعاً: «نحن كشباب، عاهدنا أنفسنا بروح المقاومة أن نحمي عفرين ونحمي شعبنا».
وشارك المتطوعون الجدد في مسيرة جابت قبل أيام شوارع مدينة عفرين، معظمهم بثياب مدنية، فيما ارتدى آخرون سترات عسكرية وحملوا البنادق، كما رفعوا أعلام الوحدات الكردية، مردّدين هتافات مناوئة للجيش التركي، فيما تجمع على جانبي الطريق سكان المدينة وهم يرفعون علامات النصر. وخلال تجمع المتطوعين في ساحة آزادي، ردّد المسؤول عن تنظيم حركة الشباب في مقاطعة عفرين شاهين جودي (28 سنة) أمامهم شعارات تحيّي «اندفاعهم للدفاع عن مدينتهم ومقاومة الهجوم التركي».
وأوضح المستشار الإعلامي ل»وحدات حماية الشعب» الكردية في عفرين ريزان حدو، لوكالة «فرانس برس»، أن «هناك إقبالاً متزايداً على التطوع، ويختار كل شاب أو شابة الجهة التي يرغب في العمل معها وفق قدراته وخبرته». وأضاف: «يتطوع قسم من المدنيين كمقاتلين، وقسم آخر لدى منظمات الهلال الأحمر الكردي، في حين يفضل البعض التطوع لتأمين الدعم اللوجستي من طعام ونقل ولباس». ويخضع المتطوعون لدورات تدريبية تسبق انتقالهم إلى جبهات القتال.
وأشارت القيادية في «حركة الشباب الكردية» في مدينة عفرين جيندا تولهلدان، إلى أن «تدريب المتطوّعين عسكرياً وتعليمهم على استخدامهم السلاح يتواصلان خلال أسبوع كامل»، مؤكدة أن «أسبوعاً واحداً لا يكفي للتدريب، لكن العدو هاجمنا وعلينا الدفاع عن مدينتنا بكل السبل المتاحة أمامنا».
وقال الناطق باسم «الوحدات» بروسك حسكة، إن «الشباب كافة بين 18 و32 سنة في هذه المنطقة يجب أن ينضموا الى الوحدات لعام واحد، هذا يعني أن لدينا ما يشبه الجيش المدني الاحتياطي». وكشف أن «المئات انضموا إلى وحدات قوات سورية الديموقراطية» التي تشكل الوحدات الكردية غالبية عناصرها، مشيراً إلى أن «المؤسسات العامة أغلقت، وحتى أعضاء الإدارة الذاتية حملوا السلاح». ولا يقتصر الأمر على حمل السلاح، فهناك من يساعد في إعداد الطعام والشاي وتوزيعهما على الجبهات، وآخرون يعملون في المستشفيات، كما أكد المسؤول الكردي.

m2pack.biz