تعرف على أهم مبادئ التخطيط الاستراتيجي
مرحلة التكوين في التخطيط الاستراتيجي الناجح
تعتمد مرحلة التكوين في التخطيط الاستراتيجي على مقدرتك التحليلية للفكرة التي تعمل عليها، وأيضًا لإمكانياتك وقدراتك في العمل، ويجب أن تكون صادقًا في هذا التحليل حتى يمكنك الخروج بنتائج حقيقية يمكن العمل عليها لتكوين خطتك، وفي نهاية مرحلة التكوين يجب أن تكون قادرًا على صياغة وتحديد ما هي رؤيتك؟ وما هي رسالتك؟ وما هي أهدافك؟ وحتى تكون قادرًا على الإجابة على هذه الأسئلة، يجب عليك أن تكون على دراية بما يعنيه كل مصطلح من هذه المصطلحات.
الرؤية
تختلف التعريفات التي تخص الرؤية حسب منظور كل شخص، لكننا نحاول أن نوفق بين كل هذه التعريفات، ونقول أن الرؤية في التخطيط الاستراتيجي تعني الصورة النهائية التي ترغب في الوصول لها في المستقبل، أو تعرف بأنك ستسير دائمًا ناحيتها، حتى لو كنت لن تدركها أبدًا، لكنك تضمن عملك من أجلها طوال الوقت، وليس مطلوبًا أن تكون رؤيتك قابلة للقياس مثلًا، لكن يفضل بأن تكون الرؤية شيء تحفيزي يجعلك ترغب في مزيد من العمل، ويمكنك صياغتها في كلمات محدودة لو أمكن ذلك.
مثال: رؤية شركة ديزني هي “جعل الناس سعداء.” فهل يمكن جعل الناس جميعًا كذلك؟ قد تكون الإجابة لا، لكن هذا يمثل دافعًا للشركة للعمل نحو تقديم المزيد من الجهود لسعادة الناس.
هكذا هي الرؤية في التخطيط الاستراتيجي الناجح، تعد بمثابة شكل معين تتمنى أن تحققه في المستقبل، ويمكنك بالطبع أن تقوم بالتعديل على الرؤية بما يتناسب مع طبيعة عملك، لكن على الأقل لا تقم بتغييرها على مدى قريب، بل تأكد من أنك حققت بعض النجاحات نحو الرؤية الحالية قبل أن تقوم بأي تغيير عليها.
الرسالة
الرسالة يجب أن تكون مأخوذة طبقًا للرؤية التي قمت بوضعها مسبقًا، فغير منطقي أن تكون رؤيتك تتحدث عن شيء، وتأتي الرسالة لتتحدث عن شيء آخر. يعتبر الناس بأن الرؤية شيء غير قابل للقياس، وبالتالي فإن الرسالة في التخطيط الاستراتيجي يمكنها أن تخبرنا كيف يمكن جع هذه الرؤية إلى شيء قابل للقياس، حتى وإن لم تخبرنا بالخطوات المناسبة لفعل ذلك. لكنها تعطينا صورة عامة عن كيف أن رؤيتك جادة، وأنت تنوي حقًا أن تجعلها حقيقية. وبالتالي يجب أن تكون قادرًا على صياغة الرسالة في جمل واضحة تعبر عما تسعى إلى تحقيقه، بناءً على رؤيتك التي قررت أن تسير عليها.
الأهداف والغايات
حتى الآن فإن تكوين التخطيط الاستراتيجي لم يوضح أي شيء عن الأفعال المطلوبة لتحويل الرؤية، أو الرسالة، إلى أرض الواقع. وهنا يأتي دور عملية وضع الأهداف، وكيف يُصاغ من هذه الأهداف مجموعة من الغايات لتحقيق الأهداف. في البداية فإن الهدف ليتم وضعه نحتاج إلى فهم الفكرة التي يتم العمل عليها بشكل جيد، ومن ثم يمكننا أن نحول الرسالة إلى مجموعة من الأهداف، بحيث نتأكد بأن الأهداف التي تم وضعها تغطي الرسالة تمامًا.
حيث أنه من الأمور التي يعتبرها الناس سوء في التخطيط، هو ألا تقوم بتغطية جميع النقاط التي تحدثت عنها في رسالتك. وعندما تنتهي من وضع الأهداف، ستجد أنك ما زلت في حاجة إلى خطوة أخيرة قبل أن تنتقل إلى التنفيذ، وتأكد أن التخطيط الاستراتيجي يتوقف نجاحه بشكل كبير على هذه الخطوة، وهي أن تقوم بوضع مجموعة من الغايات التي تسهل عليك تحقيق الهدف الذي وضعته لنفسك، وبالتالي فإنك في النهاية ستجد أن لديك مجموعة من الأهداف، وكل هدف له مجموعة من الغايات التي توضح كيفية تطبيقه، وهنا يمكنك الانتقال إلى المرحلة التالية.