3من اصل3
ووفقا لهذا الرأي، من السهل أن نتخيل أننا ربما قد تطورنا من دونه، وهكذا سنود أن نعرف السبب الذي أدى إلى تطور الوعي، والمزايا التي حبانا بها، وإن كان قد تطور في كائنات أخرى أيضا أم لا. ووفقا لهذا الرأي، تكون المشكلة الصعبة عسيرة حقا، وتكون المهمة التي نحن بصددها هي الإجابة عن تلك الأسئلة الصعبة.
من الناحية الأخرى، إن كان الوعي جزءا لا يتجزأ من العمليات الدماغية المعقدة، فمن العبث أن نسأل معظم تلك الأسئلة؛ ووفقا لهذا الرأي (الذي يسمى في بعض الأحيان الوظيفية)، فلا جدوى من السؤال عن سبب تطور الوعي؛ لأن أي كائن تطور بحيث أصبح لديه ذكاء وإدراك حسي وذاكرة ومشاعر، يكون واعيا أيضا بالضرورة. أيضا لا جدوى من الحديث عن “الوعي نفسه” أو “التجارب الذاتية التي يتعذر وصفها”؛ لأنه ما من شيء خارجي يوجد بمعزل عن العمليات والقدرات.
فيما يتعلق بهذا الرأي، لا يوجد لغز مستعص على الحل ولا مشكلة صعبة؛ لذا تكون المهمة التي نحن بصددها مختلفة تماما؛ ألا وهي تفسير لماذا “يبدو” لنا أن هناك مشكلة، ولماذا “يبدو” لنا أن لدينا تجارب واعية غير مادية يتعذر وصفها. هنا تبدو فكرة الوعي وهما؛ لأنه لا الوعي ولا المشكلة الصعبة يكونان كما يبدوان، ولذا يتعين علينا تفسير كيفية ظهور الوهم.
إذا كانت التبعات المترتبة على هذين الرأيين صعبة الفهم، فربما نكون بحاجة إلى إحدى التجارب الفكرية.