بقلم: يسري الفخراني
2من اصل3
ما أروع أن نعود “دقة قديمة” بكل ما فيها من معان جميلة، بالعادات والتقاليد وشوية الحاجات الصغيرة التي تعمر حياتنا، دستة من الزجاج المنفوخ الأبيض والملون، يمكنها أن تؤثث لك رفا من الماضي المزركش في البيت، كما.. تفتح بيتا ينفخ ليبيع ليأكل، ما أروع أن نحقق أهدافا متعددة بحجر واحد، بين دكانين للفوانيس، أجد مدخل بيت صاحبه يبيع “الطبلية البلدي” قرص خشبي وأربع أرجل منحوتة بصبر، كلما اقتربنا من الأرض دخلت الطاقة إلى أجسامنا أكثر، لكن من يفعلها الآن ويأكل على طبلية خشب لم يمس خشبها البكر بشر!
دخلت إلى العمق،وصبت إلى “الخيامية” دكاكين رفيعة بالطول لمن لم يذهب، تبيع أثواب قماش الخيامية المنقوش بكل ألوان البهجة، أصنع من هذه الأثواب كل عام، خيمة رمضانية في بيتي،وأفصلشنط أضع فيها ما تيسر من خيرات رمضان لنوزعها على محتاجين، في بلد كل أربع حيطان فيه محتاجة، تعوز لكي تحتمي بخط الستر، ما أجمل تلك الساعات التي أقضيها نعد معا شنط البهجة دون أن ننسي وضع فانوس وبعض الياميش فيها، الحياة ليست كلها كيس مغلق على سكر وزيت وأرز، من حق طفل أن يجد فانوسا ملونا يشعل به طفولته فرحا وأن يتذوق بعضا من ياميش رمضان اللذيذ.
عثرت على ثوب مفرح في الخيامية، قماش طبع عليه صور كل من أسعدنا في شهر رمضان في سنوات ماضية، فؤاد المهندس وشيريهان ونيللي وجورج سيدهم وسمير غانم ويحيي الفخراني والسعدني والنقشبندي والشيخ الشعراوي والشيخ رفعت، مفاجأة لم أتوقعها، لكنها أوحت لي بكل رمضان مر في هذه الحياة، بكل الأحبة الذين كانوا معي، بكل اللحظات السعيدة الطفولية البريئة التي أصبحت في طي الذاكرة.
اصنعوا رمضان، البهجة لا تقدر بثمن، يمكن أن نقتنيها، نخترعها لكي نموت من البرد، كل رمضان وأنتم طيبين.