توقيت التجربة الذاتية 2من اصل3

توقيت التجربة الذاتية

2من اصل3

توقيت التجربة الذاتية  2من اصل3
توقيت التجربة الذاتية
2من اصل3

لقد كان التفسير الأكثر وضوحا (على الرغم من أنه ليس بالضرورة الأكثر دقة) هو أن إنتاج الوعي يحتاج إلى نصف ثانية من نشاط الخلايا العصبية. أطلق ليبيت على هذا: “كفاية نشاط الخلايا العصبية المطلوبة للوعي”. هذا أمر غريب للغاية؛ فهو يعني الوعي يجب أن يتأخر في حدوثه عن أحداث العالم الواقعي؛ ومن ثم فهو لا قيمة له في الاستجابة لعالم سريع الإيقاع. من المهم هنا أن ندرك معنى نصف ثانية في عالم الدماغ؛ فالإشارة الخاصة بلمسة حقيقية على الذراع تصل إلى الدماغ في واحد على مئات من الثانية، والأصوات تصل إلى هناك على نحو أسرع. إن وقت الاستجابة القياسي لومضة ضوئية يساوي نحو خمس ثانية، ويتضمن هذا تنشيط العديد من الخلايا العصبية لاكتشاف الضوء وتنسيق الاستجابة. يبدو ضربا من الجنون أن يأتي الوعي متأخرا هكذا في سير هذه العملية، لكن هذا ما بدا من نتائج تجارب ليبيت.

إذا كان هذا صحيحا، فلماذا لا ندركه؟ يتضمن تفسير ليبيت للأمر ظاهرة “الإحالة الراجعة” أو “السبق الذاتي”؛ فهو يرى أن الوعي يحتاج بالفعل نصف ثانية من النشاط المتواصل في القشرة، لكنه يرجع سبب عدم ملاحظتنا لهذا التأخر إلى أن الأحداث يتم إرجاعها إلى الوقت الذي يحدث فيه الحد الأدنى لنشاط الخلايا العصبية المطلوب للوعي؛ وهذا ممكن لأنه عندما نتعرض لمثير- على سبيل المثال: ومضة ضوئية أو لمسة سريعة- يحدث تأثير فوري في الدماغ يسمى “الاستجابة المستدعاة”. وطبقا لنظرية ليبيت، عندما نشعر على نحو واع بلمسة على الذراع، فإن النشاط يزداد في القشرة الحسية الجسدية حتى يتم الوصول لكفاية نشاط الخلايا العصبية المطلوبة للوعي؛ وبمجرد الوصول إليها، فإن التوقيت الظاهرة للمسة تتم إحالته لوقت الاستجابة المستدعاة؛ وإلا، فلن يتم الشعور بأي شيء. وبهذه الطريقة، لا يلاحظ أبدا أي تأخير في حدوث الوعي.

من المحتمل أن نكرر تجارب ليبيت مرة أخرى؛ لأن التقدم الذي حدث في الطب جعل هذا النوع من الإجراء التدخلي غير ضروري.

m2pack.biz