تيمات شعورية
3 من أصل 3
بالإمكان تبيُّن ملامح عملية الاستيعاب الشعوري للتيمات من خلال التحليل النصي للأفلام. إن دراسة أنواع الأفلام تقليد راسخ في مجال دراسات الفيلم، تعمد إلى تسليط الضوء على الدور الذي تلعبه التيمات؛ لأن الأنواع تتضمَّن تكرارًا للتيمات الأساسية والمحفِّزات الأسلوبية. 34 تلك المحفِّزات تستدعي سيناريوهات معينة مع ما يصاحبها من مشاعر فالنوع السينمائي الناجح يمزج بين العديد من المشاهد التي تستثير في وجدان الجمهور ذكريات تحرِّك مشاعرَه وتولِّد لديه استجابةً شعورية تتعلَّق بشعور واحد
مهيمن.
بعض تلك الأنواع – الميلودراما والتشويق والرعب – تبالغ في عرض المشاعر التي تنطوي عليها. فالأفلام الميلودرامية هي أكثر من مجرد أفلام تعبِّر عن مشاعر مبالَغ فيها، بل تقدِّم حبكات تحدث فيها أشياء سيئة لأناس طيبين؛ ومن ثَمَّ تستثير مشاعر الشفقة وتميل الأعمال الميلودرامية إلى أن تكون أقل تعقيدًا من الناحية العاطفية من الأعمال التراجيدية؛ حيث تعاني الشخصيات التراجيدية من عيوب تجعلها مسئولة عن عواقب أفعالها؛ مما يستدعي الحكم عليها ويخفِّف من شعور الجمهور بالشفقة تجاهها وفي المقابل، لا يتم التأكيد في الأعمال الميلودرامية على عيوب الأبطال؛ فهم نوعًا ما أبرياء وكثيرًا ما يوصف فيلم ” ذهب مع الريح” بأنه ميلودرامي، لكنه ليس ميلودراما “نموذجية” ؛ ذلك لأن غرور سكارليت ) فيفيان لي) يساهم في سقوطها ويقدِّم فيلم “علاقة لا تنسى” (آن أفير تو ريممبر) مثالًا أوضح؛ حيث يُحال بين تيري (ديبورا كير) وبين مقابلة نيكي ) كاري جرانت) دون أيِّ خطأ اقترفتْه ) فقد أصُيبتْ بالشلل نتيجة حادث سيارة) ومن ثَمَّ تستثير شخصيتُها درجةً عالية من الشفقة؛ إذ يطَّلع المشاهدون على سيناريوهاتهم الميلودرامية.