جاذبية السبائك

فقره1
فقره1

1من اصل2

 

تصوير: فوزي مصرللي

أصفر، أحمر، مجنزر أو لامع أيا كان لونه فالنحاس بزخارفه ونقوشه اليدوية، المحفورة بحب من صانع فنان طالما احتل مكانة ومكانًا كبيرين في داخل وخارج البيوت. تطور الزمن وتغير شكله ولكن المكانة ما زالت كبيرة خاصة أنه ما زال هناك من يتمسك باقتنائه وآخر يقاوم اندثاره بالحفاظ على أنوار ورشته مضاءة وأصوات أزميله عالية.

مشاهد كثيرة يملؤها الدفء لا يخلو كادرها من وجود عنصر واحد من النحاس أصفر.. أحمر، لامع.. مؤكسد.. مجنزر.

إذا ذكر النحاس ذكر شارع النحاسين في خان الخليلي حيث عقر دار هذه الصناعة وتمركز ورشها التي تشبه صوامع المتعبدين الذين يدورون في فلك فنهم، نستطيع أن نميزهم بسهولة من خلال أصوات أزاميلهم ومطارقهم، وهم ينقشون ويشكلون بها المعدن الذهبي، وكأنهم عازفون يعزفون مقطوعاتهم الخاصة. هذا المعدن القديم ما زال حاضرا وله مكانة خاصة في القلوب كما في المنازل. فمنذ العصر الفاطمي، وخاصة في الريف، كان النحاس أهم مادة يصنع منها الأدوات والأواني المنزلية والنجف وقدر الفول والأباريق والصواني ومستلزمات المقاهي. ورغم تغير نمط الحياة وتطور هذه الأدوات والاعتماد في صناعتها على مواد أخرى، إلا أنه لم يغادر منازلنا مطلقا ولكن لاستخدامات جمالية في شكل تحف وأواني للزينة. فأيا كان التصميم، فالنحاس بجميع ألوانه ونقوشه يتآلف وينسجم مع كافة الخامات الأخرى ويجد له مكانا بينهم بسهولة.

m2pack.biz