مروة السنوسي، تصوير: فوزي مصرللي
2من اصل3
رغبة منه في أن يخلق أجواءً أكثر تشويقًا، عبر هذا الممر وضعت مجموعة من النباتات على أحد الجانبين وعلى الآخر استقامت قطعة نحتية وسط حبات الزلط لإضفاء لمسة فنية على الحديقة اكتملت صورتها بنهاية الممر الذي يقابلك بنافورة حداثية التصميم من الجرانيت الأسود تلقي بمائها في شجرة الياسمين الملاصقة لها.
في الطريق إلى الحديقة يقف درابزين زجاجي يسمح برؤية ما أسفله من نباتات وجلسات وأيضًا سلم من الزجاج ليعطي إحساسًا باتساع المكان أضيف إلى تصميمه كتل حديدية مغلفة برخام مثبتة في الحائط وكأنها تطير، وتؤدي تلك المنطقة إلى مبنى خدمات حمام السباحة وجيمانزيوم، ومنطقة لعب أطفال ومنها إلى منطقة نباتات استوائية فيها إحساس الغابة بنخلها الكثيف، هذا بالإضافة إلى النباتات دائمة الخضرة، وعلى شكل مثلث جاء تصميم التراس وأخذ منه قطعة مربعة لنخلة “السيكس” التي تلقى بظلالها على المقاعد.
أما ليلاً فتتلألأ الحديقة مع توزيع الإضاءة غير المباشرة التي تعطي أجواءً درامية، كما تتناغم مع الإضاءة التي تخرج من داخل المنزل من خلال النوافذ الزجاجية الكبيرة التي تحقق فكرة التواصل بين الداخل والخارج، فهي حديثة نجح مصممها في أن يصنع علاقة قوية بين التصميم وأبعاد المكان.
لم تكن المسألة مجرد بيت أنيق في الساحل الشمالي ولكنه غرام قديم بشوارع بيانكي بالعجمي وأسلوب متكامل للحياة تغلفه العفوية ويتأنق بالتفاصيل البسيطة ولمسات لونية مبهجة.
جمعت بين صاحبة المنزل وشوارع العجمي وتحديدًا شاطئ بيانكي قصة غرام قديمة، إلا أنه مع تطور الزمن وتدهور المكان كان لابد لها أن تبحث عن مصيف جديد في إحدى قرى الساحل الشمالي، لكن ذلك الغرام بشوارع بيانكي لم يفارقها حتى وجدت ضالتها في قرية سياحية لا تحمل نفس الاسم فقط ولكنها تتمتع أيضًا بنفس مقومات الحياة المميزة لشاطئ بيانكي في العجمي، بداية من الطرقات غير الممهدة التي تجعل المكان كله يبدو وكأنه مبني على شاطئ البحر،