حرب الكلمات

حرب الكلمات

[caption align="aligncenter"]حرب الكلماتحرب الكلمات[/caption]

بعد شهر وثلاثة أيام يختار الأميركيون الرئيس أو الرئيسة لأربعة أعوام مقبلة. نتابع الاستطلاعات والمشاهد والتعليقات المضحكة المبكية، مما يطرحه كلّ من المرشحين الرئاسيين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب في ما يتعلّق بالسياسة الخارجية التي تعنينا، إلى التقلّصات في وجه ترامب وحركات يديه وغمزات عينيه، إلى نكات مشاهير هوليوود على حال المشهد السياسي في البلد الذي يقود العالم. لو كانت هيلاري كلينتون أشدّ صدقاً وأكثر شفافية لاختلف الوضع. لكنها برغم غياب الكاريزما في حضورها، ثابتة على أرض المنطق، «عاقلة» أمام خصم يرمي كلمات تترك بعد أن يلفظها وقع الفضيحة. «الكلمات تؤثر»، قالت هيلاري كلينتون خلال أول مناظرة بينها وبين ترامب، «وهي تؤثر إذا قالها رئيس الولايات المتحدة». يُفترض أن الكلمات أفكار ومواقف ووقائع في عالم أصحاب السلطة. غريب أن يصل إلى هذه المرحلة مرشّح ينطق بكلمات تدلّ على عنصريته وعدم احترامه المرأة التي «يراها» ملكة جمال نحيفة قبل أن تكون أي شيء آخر. هذا ما يجري في بلد تعلّمنا منه الهوس بما يجب أن يُقال في مركز العمل أو في المدرسة والجامعة أو في أي مناسبة اجتماعية، كي نكون Politically Correct أي لا نتلفّظ بما يُحتمل أن يجرح غيرنا. نتفرّج ونراقب، ويبدو المسلسل مشوّقاً، فها هي ملكة جمال الكون السابقة «تفضفض» وتحكي عن تجريح ترامب العلني لها لأنها اكتسبت وزناً بعد انتخابها «مس يونيفرس». وهو كلما أراد وصف كلينتون، أول مرشحة للرئاسة في تاريخ الولايات المتحدة، أضاف كلمة امرأة إلى الصفة السلبية التي قرر توظيفها في كلامه، كقوله «يجب أن نضع حداً لهذه المرأة المحتالة»… نُحاصَر بأخبار الانتخابات الأميركية وإن قررنا ألا نتابعها. العرض مستمرّ لكن مستوى الأداء مهين أحياناً.

]]>

m2pack.biz