حركية الأنا والآخر

حركية الأنا والآخر
حركية الأنا والآخر

 

تكشف قصة “لابد أن تغرد البلابل” عن مشكلة تعدد الزوجات وإهمالهن، أو التخلي عنهن على حساب المسؤوليات والأولويات التربوية والاحتياجات الضرورية، وفي قصة “طقوس غير شرعية” تبرز الكاتبة سيطرة التفكير الخرافي والمشعوذ واستغلال المشعوذين لظروف المرأة المقهورة، باسم فك دوائر النحس، واستعجال قدوم الزوج المنتظر بعد طلاق طال. ومن السمات أيضاً حركية الأنا والآخر، وبهذه الحركية تضع الكاتبة القارئ في موقع المتلقي المتأكد من صدق السرد، وأن كل ما يقال عبر الأحداث صادق وأمين، ومن الطبيعي أن تدخل الآخر في صراع الأحداث يثري المشاركة الحيوية، ليتحول من مجرد قارئ إلى مشارك في صنع الأحداث، وهذه السمة تعد من أهم السمات التي يتمتع بها السرد الحكائي الحديث، وفي هذا الأسلوب يضع الكاتب نصب عينيه في أثناء الكتابة، قارئه، سواء الكتابة الأولية أو النقدية أو التنقيحية، بحيث يجعل منه مشاركاَ في عملية القص وحركة السرد وصنع خلفية موازية للأحداث، وذلك عبر نمط لغوي من المركبات اللغوية التي يتكون منها أسلوب متميز في إنتاج النص، وتوجيه الخطاب.

وتعد رواية “لم أعد أبكي” من أهم الأعمال الروائية لزينب حفني التي تسير في هذا الاتجاه، حتى أنها تقول عنها إنها من أهم الروايات التي قدمتها للساحة الثقافية والأدبية، وتضم ثلاث قصص في قصة واحدة (نشوى، غادة، صالح السعدي)، ولكل من هؤلاء قصته وأفكاره وحياته، وكلهم يدخلون في متاهة المحرمات ولا يعرفون خلاصاً.

 

 

m2pack.biz