حلم «صغير»

حلم «صغير»

[caption align="aligncenter"]حلم «صغير»حلم «صغير»[/caption]

دخلنا أحلامنا. لم نكتف بالتلصّص عليها. قررنا أن نقتحمها. هي الأحلام «الصغيرة»، تلك التي يمكن تحقيقها. رسمنا الخرائط. جهزنا الحقائب وانطلقنا. غادرنا معاً، نحن الصديقات، لكن كلّ منا قصدت وحدها مكانها المختار. وكل منا ترغب في التجوال في مكان جديد لا تعرف فيه أحداً. هذا أجمل ما يتيحه لنا الصيف، حين نتخلّص من بعض ما نحمل. نصبح أخفّ. هذه الخفّة أجول بها في شوارع جديدة، في مدينة لم أزرها من قبل. وأحاول أن أضيع. أحاول ألا أحدّد مكاناً أرجع إليه. لكن العودة إلى نقطة الانطلاق سرعان ما تصبح هوسي. هي انعكاس لقلقي المزمن. أستمتع بامتحان نفسي. أحفظ الطرقات وأسماءها، وأستشكف المكان سريعاً. يصبح مكاني. في تورينو الإيطالية اخترت حديقة صغيرة قريبة من الفندق لتكون مكاني في المدينة، أنطلق منها صباحاً وأعود إليها خلال النهار ثم أزورها مساءً قبل العودة إلى الفندق. الوحدة مغرية في السفر، تسمح ببناء علاقة مع المكان، وبذلك الضياع اللذيذ الذي يصبح أجمل ذكرياتنا. كانت المدينة الواقعة في شمال إيطاليا قد ظهرت في رواية أغرمت بها. قصدتها لأفهم علاقة البطلة بالمكان الذي اختارت في النهاية الانتقال إليه. لم أقع في غرام تورينو، لكنني سعدت بمغامرتي. وجدتني في حديقتي أقرأ عن سيدة تنقذ المشهد في بريطانيا، تيريزا ماي المرأة الثانية التي تتولى رئاسة الحكومة في بريطانيا بعد مارغريت تاتشر، وأخرى تستعد لدخول البيت الأبيض. نصفّق لامرأتين في منصبين يهزان العالم. زعيمة حزب المحافظين التي تعد بالتخفيف من وطأة انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، والمحافظة على طموحها السياسي على حساب كرامتها منذ كان زوجها رئيساً، شخصيتان مفرطتان في «واقعيتهما». أهرب من قراءة الواقع إلى الرواية التي حملتني إلى تورينو.

]]>

m2pack.biz