خبير سيوف الـ”ساموراي” اليابانية ينتحر بسيفه على طريقة المحاربين القدامى

خبير سيوف ال”ساموراي” اليابانية ينتحر بسيفه على طريقة المحاربين القدامى

خبير سيوف ال'ساموراي' اليابانية ينتحر بسيفه على طريقة المحاربين القدامى

مَنْ منا لم ينشأ على حكايا وقصص الأبطال، الذين كانت الشجاعة والمروءة هي زادهم بالحياة، هذه القصص التي حملها التاريخ إلى الأجيال اللاحقة في كل العالم، حُفرت في خواطر البعض، حتى صارت جزءاً منهم، فدرسوها وكرسوا حياتهم لمعرفتها والإطلاع عليها، ولكن هناك آخرون ذهبوا بهذه البطولات إلى أبعد من ذلك، حتى تقمصوا شخصيات هؤلاء الأبطال والمحاربين القدامى، واتخذوا قرارات بعضها كان “قاتلاً” على ما يبدو.
هذا تماماً ما حدث مع “ألون جونز”، ذو الواحد والخمسين عاماً، الخبير البريطاني بسيوف ال”ساموراي” اليابانية الشهيرة، الذي وجد في هذه السيوف الثمينة والتاريخية حياة موازية لحياته الواقعية التي يعيشها، وتقمص أرواح أصحابها، على الرغم من أنه يعيش في منطقة “نيوبورت” جنوبي “ويلز”، والنتيجة أنه أقدم على الإنتحار بسيفه ال”ساموراي” الخاص، وعلى طريقة مقاتلي ال”ساموراي” القديمة، في تقليد قديم لهؤلاء المقاتلين يُدعى “هارا – كيري”، وظل جونز ينزف في غرفته نومه حتى الموت.
وعثرت والدة جونز “مارغريت” على ابنها في غرفة نومه بعد أن انقطع التواصل معه لعدة أيام، لتجده مُلقى على رأس السيف وذراعيه فوق رأسه، تماماً كما يفعل المقاتلون اليابانيون في تقليد ال”هارا – كيري”، والذي يعني “قطع الأحشاء”، ومن المعروف أن محاربي ال”ساموراي”، كانوا يلجأون إلى هذا التقليد بالإنتحار خوفاً من الوقوع في أيدي الأعداء، أو لمسح ما كانوا يعتبرونه “عار الهزيمة”، فكان المقاتل منهم ينتحر بهذا الشكل كنوع من التكفير عن خطاياه، وتعبيراً عن النبل والطاعة.
كان لدى جونز شغف هائل بهذه السيوف اليابانية القديمة، والتي تعد رمزاً للشجاعة والوفاء هناك، وكان جامعاً لها، حيث كل سيف يشتريه له قصة، وكل قصة تجدها على لسان صانعه، حتى أن الأمر وصل به إلى العيش سنوات طويلة في اليابان والعمل هناك، والتعرف بشكل أكبر على حقيقة وتاريخ هذه السيوف النبيلة، وحكايا الأبطال الذين كانوا يحملونها، إلا أن الأمر وصل إلى حد بعيد معه حسب ما قالته شقيقته “ماريان كولفيلد” خلال التحقيق، بأنه كان عندما يعود إلى “ويلز” من اليابان بالإجازة، كان يقضي وقته مع الأصدقاء في الخارج، ولكن هذه المرة كان الأمر مختلفاً تماماً، حيث أنه كان قد فقد الكثير من وزنه وقضى معظم وقته في غرفة نومه رافضاً رؤية أحد.
وأما عن سيوف ال”ساموراي” فهي تسمى باليابانية “كاتانا”، وتعني السيف، وكان يعتبر عند هؤلاء المقاتلين أكثر من كونه سلاحاً، فقد كان يرمز إلى الشرف والنبل والشجاعة، لذلك كان له مكانة خاصة عند اليابانيين بشكل عام، ومقاتلي ال”ساموراي” خاصة، ومن المعروف أن استخدام ال”كاتانا”، بدأ خلال القرن الخامس عشر، وهو سيف طويل منحنٍ مصنوع من الفولاذ الأصلي، وله نصلٌ حاد جداً، كما أنه كان مشهوراً بأنه أفضل الأسلحة الحادة التي تم استخدامها في المعارك والقتال.
أما عن تقليد ال”هارا – كيري”، فله طقوس محددة، كان بعضها يجري أمام العامة، وبعضها الآخر في ساحة الحرب، ويقوم محارب ال”ساموراي” قبل تنفيذه لهذا التقليد، بالاغتسال ولبس لباس أبيض وأكل ما يحب من طعام، بعد ذلك يضع سيفه ال”كاتانا” أمامه على طبق الطعام، وبعض المحاربين كانوا يكتبون مقطعاً شعرياً قبل تنفيذ الطقس الأخير لل”هارا – كيري”، بعدها يفتح لباسه التقليدي ال”كيمون”، ويجثوا على ركبتيه، ثم يغرس سيفه في بطنه، محركاً إياها يميناً وشمالاً.

m2pack.biz