خصائص القصة الأدبية

خصائص القصة الأدبية

خصائص القصة الأدبية

ماهية القصة الأدبية
عندما يتعلّق الأمر بالأدب، فإنّ القِبْلة هي الإنسان وتجاربه ومرايا نفسيّته، والقصّة الأدبيّة بنتُ الأدب، تنمو في تُربة مجتمعٍ واحد وبيئةٍ واحدة، وتتشابك خيوطُها بأحداثٍ يؤدّي بعضها إلى بعض بأسلوبٍ مُحكَم، وهي وإن كانت تُلامس حالَ النّاس ضمن مجتمعهم، وتوصل إليهم رسائلها التي تَحكي عن قصصهم وهمومهم وما يشغلهم عن طريق الأدب، إلّا أنّها في طريقة إيصال هذه الرّسائل، وعرض القصص المختلفة، والأحداث التي هي من روح الواقع تنسجُ خيوطها من الخيال النّثريّ، فتبني جسور الوصل بين الشّخصيّات والأحداث، وهذا المقال سيعرّف بخصائص القصّة الأدبيّة التي انفرَدَت بها.
خصائص القصة الأدبية
تُعَدُّ القصّة إحدى فنون الأدب الحديثة؛ كونها أحسَنَ معبِّر عن واقع محتمل الوجود، فمنذ بداية القرن التّاسع عشر أصبحت فنًّا قائمًا بذاته، وعَدَّها بعض النُّقَّاد عملاً فنيًّا حديثًا لا يمتُّ بصلة للماضي، وجزم آخرون بأنّ لها جذورًا تمتدُّ إلى الماضي العريق؛ إذْ لا وجود لفنٍّ من عدم، فلا أحد ينكر بأنّ مقامات بديع الزّمان الهمذاني، والحريري، وغيرهم ممَّن ساروا على نفس الدّرب مثَّلت أُولى البوادر لفنّ القصة.[١]
ولأنّها فنٌّ قائمٌ بذاته، كان لا بُدّ من أن تبرز خصائص القصّة الأدبيّة لتجعل منها جنسًا أدبيًّا له ملامحه وقواعده، وهذه الخصائص هي:[٢]
التّكثيف: ويعني محاولة الكاتب طوال الوقت أن يجعل القصة موجزة، فيحذف من القصة الزوائد التي يمكن للقارئ فهمها، أو يحذف الأحداث التي لا ترتبط بشكل أساسي بنوع القصة التي يكتبها.
الوحدة الموضوعيّة: ويعني أن تتمحور القصّة حول حدثٍ واحد، أو شخصيّةٍ واحدة.
النّهاية المحدّدة: هناك من يرى أنّه يجب أن تكون النّهاية مُحدّدة، لكنْ في ظلّ تعدّد أنواع القصّة الأدبيّة، فإنّ نوع النّهاية يحدّده الكاتب منذ البداية، سواءٌ أكانت مُحدّدة أم مفتوحة.
أنواع القصة الأدبية
القصّة الأدبيّة عنوانٌ عريضٌ لعناوين تفرّعت عنه، وظهرت بنفسها كأجناسٍ أدبيّةٍ لها أساليبها، وتسمياتها، وملامحها، فأثرَتْ الأدبين: العربيّ، والغربيّ بأبواب حديثة، وطرائق لإيصال الأفكار، والآراء، والآلام، والآمال، والخيوط التي تتقاطع مع قصص النّاس، وصور المجتمع، وهي فرعان في الأدب العربيّ، وقد أُضيف إلى هذين القِسمين في الأدب الغربي الأقصوصة: [٣]
القصّة القصيرة: وتعتمد القصّة القصيرة على التقاط الكاتب للحظةٍ من الحياة يُعنى فيها بتحليل الحدث، أو الشّخصية، أو البيئة، أو مجموع هذه العناصر معاً، ليصل إلى هدفٍ دلاليٍّ أعلى، ويكون أسلوبُه في ذلك على نحوٍ مُركّز ودقيق.
الرّواية: وهي هنا تضمّ القصّة الطّويلة إليها، فتهتمّ بإقامة بُنيانٍ فنّي واسع، وتشغل حيّزًا واسعًا من الزّمان والمكان، وتدور حول شخصيّة واحدة، أو شخصيّات كثيرة، وتتشابك فيها الأحداث والعلاقات بعضها ببعض من جهة، وبعضها أو كلّها مع مُعطيات الزّمان والمكان؛ أي البيئة الفنّيّة من جهةٍ أُخرى، والكاتب هنا يتعمّق في تحليل ما يدور في نفوس أبطال روايته، وفي ربط الأحداث بتواريخ أو توقّعات مستقبلية.

m2pack.biz