خصائص المقال

خصائص المقال

خصائص المقال

فن المقال
يمكنُ تعريف فن المقال على أنَّه فنٌّ من الفنون النثرية في اللغة العربية، إلَّا أنَّ هذا الفن يكون محدود الحجم، حيث يمكن للكاتب أن يعرض فيه موضوعًا معينًا فيما لا يزيد عن صفحات قليلة، وللكاتب الحرية التامّة في اختيار الموضوع الذي يطرحه في مقاله، فقد يكون المقال دينيًا أو أدبيًا أو طبيًا أو غير ذلك، ولا يجوز للكاتب أن يتوسَّع في الموضوع المطروح فالمقال غالبًا ما يقتصر على فكرة واحدة معينة يدور حولها الكاتب ويحاول كشف وتوضيح كلِّ الجوانب التي تتعلق بها، وهذه المقالة سيتم تسليط الضوء على خصائص فن المقال وأنواعه وخطوات كتابته.
خصائص المقال
لا بدَّ لكلِّ مقال أن تُراعَى فيه هذه الصفات ويتم النظر إليها بعين الاعتبار، هذه الصفات هي: [١]
الأفكار المترابطة: حيث يجبُ أن يُراعي الكاتب ارتباط الأفكار في المقال بشكل وثيق، وتكون الجمل منسجمة مع بعضها حيث تشكل كلُّ الجمل وحدة متكاملة من حيث المعنى والبناء الفني والأدبي.
إقناع القارئ: ويمكنُ للمقالِ أن يكون مناسبًا لفكر القارئ من خلال الاعتماد على ألفاظ سهلة بسيطة تناسب كلِّ القرّاء على اختلاف مستوياتهم الفكريّة.
الصياغة العالية: وتتحقّق الصياغة من خلال استعمال أسلوب لغوي شيِّق يجذب القارئ ويؤثِّر به.
القصر: يجب ألّا يتجاوز المقال بضع صفحات لكي يبقى ضمن دائرة المقالة وإلّا تحوّل إلى بحث.
النثر: يعني أن يُكتب بطريقة نثرية لا شعرية، فهو فن نثري وليس شعري، ويجب أن يطرح أفكارًا ولا يطرح عواطف.
التنويع في الأساليب: وهذا التنويع قائم على طبيعة الكاتب وطبيعة الموضوع المطروح في المقالة، فالموضوع الأدبي سيعتمد اعتمادًا كبيرًا على الصور والتراكيب التي تظهر براعة الكاتب اللغوية، بخلاف المقالة التي تحوي موضوعًا طبيًّا.
أنواع المقال
تختلفُ أنواع المقالات باختلاف الموضوع الذي تعرضُه المقالات، فهناك مقالات اجتماعيّة ومقالات سياسيّة ومقالات علميّة ومقالات أدبيّة، وبالتفصيل في هذه الأنواع يكون الآتي: [٢]
المقالة العلمية: هي المقالة التي تعرض موضوعات علمية وتصوّرها وتبسطها وتكون مؤيدة بدلائل علمية لإثبات النظرية المطروحة فيها، ويُراعى فيها خصائص المقالة المعروفة الواردة سابقًا.
المقالة الأدبية: وهي قطعة نثرية تتمتع بالشاعرية والألفاظ الأدبية والصور الفنية التي ينتقيها الأديب الكاتب، تمتاز بالأسلوب الأدبي الرشيق، وكمّ العواطف والأحاسيس التي يضعُها الكاتب فيها.
المقالة الذاتية: وهي مقالة تعرض خواطر الكاتب ومشاعره ووجهات نظره، ويقول بعض النقاد إنَّ هذه المقال يجب ألّا تحتدّ فيها الانفعالات، وأن نكون بعيدة كلَّ البعد عن النقاشات والجدل والآراء وغير ذلك.
المقالة الفلسفية: وهي المقالات التي تهتم بالنظريات الفلسفية والآراء الفلسفية ويدور موضوعها حول هذه الآراء والنظريات دائمًا.
المقالة الرياضية: هي مقالة تندرج تحت خصائص المقال الواردة سابقًا وهي تهتم بعرض المواضيع الرياضية المختلفة.
وهناك كثير من أنواع المقالات أيضًا وهذا يرجع إلى طبيعة الأفكار التي تتناولها المقالات بشكل عامّ.
خطوات كتابة المقال
تختلفُ طريقة كتابة المقال بين مقال وآخر باختلاف نوعه، فالمقال الأدبي يختلف بطريقة كتابته عن العلمي والإعلامي والذاتي وغير ذلك، ولكن يمكن القول إنَّ هناك خطوات ثابتة لكتابة أي مقال بغض النظر عن نوعه وموضوعه، ويجب على كلِّ كاتب أن يقوم بتحديد الموضوع الذي رغب بالكتابة عنه، حيث بجب على كل كاتب أن يحدد الموضوع الذي يرغب في طرحه في مقاله قبل البدء بكتابة المقال، ويجب التنويه هنا إلى ضرورة إلمام الكاتب بالمجال الذي يرغب في طرحه في المقال المكتوب، ثمَّ يبدأ بكتابة المقال على الشكل التالي، وباتباع الطريقة الآتية: [٣]
المقدمة: وهي فقرة يمهّد فيها الكاتب لموضوع مقالِهِ، ويجب أن تكون مناسبة للموضوع، وطول المقدمة يعتمد على فكرة التناسب بين المقدمة وطول المقال فلا يجب أن تكون المقدمة قصيرة مقارنة بطول الموضوع المطروح والعكس أيضًا بالعكس.
العرض: وهو صلب المقال أو متنه، وفيه يعرض الكاتب الموضوع المُراد ويشرحه شرحًا وافيًا، ويؤيد كلامه بالشواهد المختلفة، ويجب أن يكون العرض مترابطَ الجمل وسهل الصياغة، واضح المعنى، حيث يطرح الكاتب أفكاره بأسلوب واضح لكل القرّاء بسهولة تامّة.
الخاتمة: وتأتي الخاتمة في النهاية، حيث يقدم الكاتب تلخيصًا موجزًا لأبرز ما وردَ معه في مقاله، ويعرض النتيجة التي وصلَ إليها من خلال ما عرضَه، ويجب أن تكون الخاتمة واضحة مختصرة أيضًا كالمقدمة.

m2pack.biz