خطوة بخطوة فريق فني سعودي يفكك طائرة MD-90

خطوة بخطوة.. فريق فني سعودي يفكك طائرة MD-90

خطوة بخطوة.. فريق فني سعودي يفكك طائرة MD-90

في مهمة دقيقة جدًّا لإعادة تجميع طائرة، بدأ فريق سعودي متخصص (بهندسة وصناعة الطائرات بالخطوط السعودية)، تفكيك أجنحتها وبعض أجزائها باحترافية في مدينة جدة، ثم الإشراف على نقلها بالشاحنات (برًّا)، إلى الرياض عبر المدينة المنورة والقصيم، في رحلة استغرقت خمسة أيام.
وبدأ الفريق المتخصص -حسب الموقع الرسمي للخطوط السعودية- مهمته فور صدور الموافقة على توصية اللجنة الفنية التي اختارت طائرتين هما الأصلح من الطائرات الخارجة لقوات الأمن الخاصة بوزارة الداخلية لغرض التدريب. وأحيل الأمر إلى الشركة السعودية لهندسة وصناعة الطيران التابعة للخطوط السعودية.
وتم تشكيل فريق فني متخصص لتفكيك الطائرة من نوع MD-90ذات الرمز AZ-APU الرابضة على أرض مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، تمهيدًا لنقلها برًّا إلى وجهتها التي تبعد نحو 1013 كيلومترًا تقريبًا بمدينة الرياض.
وكانت هذه الخطوة التحدي الأول الذي واجه الفريق، بجانب الهدف الرئيس المتمثل في ضمان إعادة الطائرة إلى حالتها السابقة بعد إعادة تركيبها، لا سيما أن أي خطأ في مراحل العملية سيؤثر في إنجاز المهمة.
وبدأ الفريق التنفيذ الفعلي للمهمة، ووضع خطة نقل الطائرة برًّا. وكانت المعضلة الأساسية في الأجنحة الرئيسة، خاصةً ضرورة عدم تجاوز الحد الأقصى لعرض الطريق -وهو ثمانية أمتار ونصف المتر- وتم تحديد مكان قص الأجنحة بحيث يمكن إعادة توصيلها وتثبيتها مرة أخرى، وهو ما يحدث لأول مره بأيدٍ سعودية.
وللمحافظة على استقامة قص الأجنحة، وبناءً على حسابات مركز ثقلها ومنع سقوطها وسهولة تحريكها بعد القص؛ فقد جرى تصميم وتنفيذ (ظ¤) دواعم متحركة رأسيًّا وأفقيًّا لهذا الهدف، وأيضًا كان الارتفاع عائقًا أمام نقل جسم الطائرة برًّا؛ فالمطلوب ألا يتجاوز كحد أقصى 5ظ«5 أمتار. وأجرى الفريق دراسات هندسية دقيقة لفك الأجنحة الخلفية العامودية والأفقية، التي كانت الشركة المصنعّة للطائرة قد قدرت تكلفتها بنحو مليون ونصف المليون دولار.
ولإعادة توصيل الأجنحة وتثبيتها بأسلوب سليم، فلا بد أن يتم تنفيذ القص بخط مستقيم، وهذا ما لا توفره الطريقة التقليدية، كما أن طريقة قص الليزر لا يمكن تطبيقها؛ بسبب طول مسطحات الجناح الواحد وسمك الأجزاء المعدنية السطحية والداخلية لهيكل الجناح.
واستخدم فريق الشركة السعودية لهندسة وصناعة الطيران آلية (السلك الألماسي) التي تستخدم عادة لقص الرخام والجرانيت وأعمدة الجسور؛ حيث استغرقت مرحلة التفكيك والقص قرابة 45 يومًا.
وتم أولاً فك وإزالة الأجنحة الخلفية الأفقية، ثم الجنيحات الخلفية الملاصقة للأجنحة الخلفية العامودية، ومن ثم الأجنحة الخلفية العامودية، تبعه فك وإزالة الهياكل الداعمة للمحركات، وتم قص الجناحين، ثم رفع الطائرة بكرينات، وتم إعادة تثبيت عجلاتها في الحجرة المخصصة لتمكين تحميل الطائرة على الدعامات الحديدية المثبتة على المقطورة.
وقام الفريق بتجزئة الطائرة إلى 9 قطع؛ حيث وضع هيكل الطائرة الرئيس على مقطورة ذات مواصفات خاصة، والقطع الأخرى على 8 شاحنات، مع تصميم حاضنات لحمل الطائرة التي تزن 43 طنًّا أثناء وضعها على المقطورة.
وانطلقت القافلة التي تسير بالطائرة لمسافة تتجاوز ألف كيلومتر، ملتزمة بسرعة قصوى لا تزيد عن 25 كيلومترًا في مسيرتها من جدة إلى المدينة المنورة، ثم القصيم فالرياض، لتصل وجهتها المحددة قبل نجاح الفريق، وتتمثل في إعادة تركيب الطائرة بكل احترافية في موقعها الجديد؛ حيث انتقل إلى الرياض كامل الفريق المتخصص الذي فكك الطائرة تأهبًا لإعادة تجميعها في موقعها الجديد للاستفادة منها في أغراض التدريب الأمني.
ووضع الفريق المنفذ (بقيادة مروان غلام)، الدراسات اللازمة وخطة العمل الملائمة لإنجاز المهمة، وتم عمل نموذج مصغر لهيكل الطائرة لتوضيح مناطق الدعم والقص، وتطلب ذلك بذل مجهودات مضاعفة؛ لأن المشروع يختلف تمامًا عن المتعارف عليه في التخلص من الطائرات بالطريقة التقليدية التي لا تتيح الاستفادة من أجزاء الطائرة مرة أخرى.
وكان مقر الشركة السعودية لهندسة وصناعة الطيران (ساي) في جدة مسرحًا للعمليات الميدانية لتفكيك الطائرة، وتم اختيار (20) مهندسًا وفنيًّا من الكوادر الوطنية المؤهلة لتنفيذ هذه المهمة التي في حال إسنادها إلى الشركة المصنّعة للطائرة فستكلف مبالغ باهظة.

m2pack.biz