دراسات حول الإله بعل الأوغاريتي ورسالته التي تدعو للحب والسلام

دراسات حول الإله بعل الأوغاريتي ورسالته التي تدعو للحب والسلام

دراسات حول الإله بعل الأوغاريتي ورسالته التي تدعو للحب والسلام

دراسة الرقم والكتابات المسمارية التي اكتشفت في أوغاريت (رأس الشمرا) على الساحل السوري قدمت لنا معلومات كثيرة حول طبيعة الحياة الاقتصادية والاجتماعية والدينية والثقافية التي كانت سائدة في الألف الثاني قبل الميلاد في الساحل السوري خاصة وبلاد كنعان بشكل عام.
وقد أعطانا أرشيف النصوص الغني في أوغاريت فكرة واضحة عن عالم الآلهة وأساطير المدينة في الألف الثاني قبل الميلاد فعلى رأس الآلهة يقف إله السماء” إيل” (أبو الآلهة وملكها) ونرى إبنه” بعل” إله الخصب والمطر يتصدر مصدر الأحداث في أكثر الأحيان، وارتبطت ديانات وطقوس سكان أوغاريت إرتباطا وثيقًا بالأرض وتدل الدراسات على أن السكان استقروا وعملوا في الزراعة وكانت آلهتهم تهتم بالفلاحة وإنتاج الحبوب وإنضاج الثمار.
ونجد أن آلهة أوغاريت كانت غير متعالية فحتى الإله الأكبر “إيل” كان يقطن عند مصب الأنهار والإله “بعل” يقيم في جبل صفون(صفن) إلى الشمال من مدينة أوغاريت وهذا يعني أنهم أرباب يسكنون الأرض وبقرب البشر.
والديانة الأوغاريتية كانت ديانة خصب وتأليه قوى وعناصر الطبيعة أو ضبطها عن طريق إله يتسلط عليها ليتم تنظيم دورة الفصول «وإن كل مافي الطبيعة حي» والصراع بين عناصر الخصب وعناصر القحط دائم وموسمي مما يدل على فهم سكان الساحل السوري لطبيعة التغير والتبدل، والصراع الذي يقوم بين الإله “بعل” إله الخصب والعطاء والإله “موت” إله القحط والجفاف ماهو إلا صراع بين عناصر الخير والشر وتعبير عن دورة الطبيعة.
وتقديرًا من سكان أوغاريت للإله بعل كرسوا له هيكلهم العظيم وكتبوا له ملحمة سطروها على الألواح الفخارية يبدو فيها شابًا وسيمًا شجاعًا يحب النظام ويكره الفوضى، يعمل للحياة ويكره الموت ونراه في الرسوم يحمل بيد(عصًا) ترمز إلى الخضرة وبيد (صاعقة) ترمز إلى أنه رب البرق والرعد ومازال سكان سورية يطلقون اسم “أرض بعلية”على مايروى من ماء السماء دون سقاية.
ومن ألقاب الإله “بعل” راكب السحب والغيوم، صوته الرعد، بهاؤه البرق،
ورسالة الإله بعل في أحد الأساطير الأوغاريتية وضحها نص مسماري مكتوب يقول:
رسالة العظيم بعل
كلمة البطل الجبّار
أبعد الحرب عن الأرض
واقض على المنازعات في البلاد
ودع السلام يتسلسل إلى باطن الأرض
ودع الصداقة تنمو بين الحقول
وتعتبر رسالة (الإله بعل) المكتوبة بالخط المسماري لأكثر من 3000 ق.م من أقدم الرسائل التي تحث على الحب والسلام ونزع الاسلحة وتبديل حمل الاسلحة بزراعة.

m2pack.biz