دُور الحضانة 2 – 4
وعندما يبدأ الطفل في الذهاب إلى المدرسة، يجب أن نراقب تصرفاته عند الخروج منها: فإذا كان مبتهجا، أو إذا كان كثير الحركة، دل ذلك على أن جو المدرسة قد راق له، وأن الاختيار كان موفقاً. والملاحظ أن عدد الأطفال الذين يترددون على مدارس الحضانة، آخذ في الازدياد المستمر.
وقد سبق أن ذكرنا، أن ميل الطفل للحياة الاجتماعية، يبدأ في النمو منذ سن الثالثة، وأن دور مدرسة الحضانة، هو تنشيط هذا الميل. وقد أنشئت حديثا فصول مختلطة، تضم أطفالا من أعمار مختلفة، يسهمون في أعمال مشتركة. على أنه من المفروض، أن تكوين المجموعات يتم تلقائيا. وأن المربية الجيدة لا تفرض تشكيلا معينا، وأنها لا تتدخل إلا لتنشيط طفل خامل، أو مساعدة آخر خجول، أو قليل الحيلة في اختيار أحد الأنشطة، فهي تعلم أن ما يعتبره البعض – لقلة خبرتهم – بروداً وبلادة حس، إن هو في الواقع، ليس سوى تردد، وعدم قدرة على الاختيار من بين أشياء كثيرة مغرية ومشوقة.
ولما كان الأطفال هم الذين يقررون ألعابهم بأنفسهم فإن المفاهيم المشتركة التي تم اختيارها بمحض إرادتهم، تساعدهم على تنمية الروح الاجتماعية وفضيلة الكرم فيهم.