د. أحمد البسيوني يبتكر جراحة جديدة لعلاج الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم

د. أحمد البسيوني يبتكر جراحة جديدة لعلاج الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم

ابتكر د. أحمد البسيوني علاجاً لترهل سقف الحلق وجدار البلعوم الخارجي، لمنع الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم.

ابتكر استشاري الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى السلام الدولي، د. أحمد البسيوني، عملية جراحية جديدة لعلاج الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم وأجرى من خلالها العديد من العمليات الناجحة في مستشفى السلام الدولي، بعد اعتمادها من كبريات الجهات العلمية الطبية ونشرها في كبريات المجلات العالمية الطبية المتخصصة، حيث تلافت العمليات المبتكرة الأعراض الجانبية والألم المصاحب للعمليات الأخرى لعلاج الشخير بنسبة 90 في المئة.

وفي تصريح له، قال د. البسيوني إن العملية الجراحية الجديدة تعالج ترهل سقف الحلق وجدار البلعوم الخارجي لمنع الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم، وتعد نقلة نوعية في مجال علاج تلك الظاهرة من حيث النتائج والمضاعفات بالمقارنة بالعمليات الأخرى المشابهة باستخدام الليزر، الكي، أو العمليات الجراحية العادية، وقد تم نشر الجراحة الجديدة في واحدة من أكبر المجلات الأميركية والعالمية في مجال جراحات الشخير وأمراض النوم والأنف والأذن والحنجرة

(JOURNAL SLEEP AND BREATHING -2014)، وتم عرضها في كثير من المؤتمرات الأوروبية والخليجية.

وأضاف أن الشخير حالة شائعة بين الناس قد يصاحبها متلازمة توقف التنفس أثناء النوم، أما بالنسبة إلى العمليات الجراحية فإنها تتعلق بالأنف أو البلعوم الأنفي أو سقف الحلق واللوزتين أو قاع اللسان، مشيرا إن التشخيص الدقيق لأماكن الانسداد بمجرى الهواء العلوي، إضافة إلى عمل اختبار معمل النوم قبل العملية هو مفتاح النجاح للمريض.

وتابع أن العمليات الجراحية الخاصة بسقف الحلق غالبا ما تصاحبها مضاعفات تحدث مباشرة بعد العملية وعلى المدى الطويل، ومن أبرزها شكوى المريض من وجود ألم شديد في الفترة المباشرة بعد العملية، والتي قد تصل أسبوعا إلى 10 أيام، لدرجة لا تحتمل عند بعض المرضى، وقد يصفه المريض بأنه أسوأ درجة من الألم مر بها في حياته، وفي كثير من المرضى يكون السبب في رفض المريض لإجراء أي تدخل جراحي آخر في سقف الحلق إذا لزم الأمر، ذلك حتى ولو كان ذلك في مصلحته الطبية.

وأضاف: أما عن مستوى المضاعفات التي قد تحدث على المدى الطويل، فهي تتلخص في عودة الشخير، وبالتالي توقف التنفس أثناء النوم مرة أخرى بعد أشهر من إجراء العملية، وذلك بصورة أقوى، مع احتمال حدوث توقف التنفس إذا لم يكن موجودا من قبل إجراء العملية، وشخص البسيوني هذه الحالة بأنها تكون نتيجة حدوث تليف شديد على مستوى سقف الحلق، يؤدي إلى شدة تغيير وضعه إلى اتجاه خلفي بفراغ البلعوم الأنفي، وهذا ما ينتج عنه ضيق في مجرى الهواء على مستوى البلعوم الأنفي.

وعن العملية الجديدة التي ابتكرها قال إنه “باستخدام العملية الجراحية المبتكرة نستطيع علاج مستويين لانسداد مجرى الهواء (ترهل سقف الحلق وترهل جدار البلعوم الخارجي) في عملية جراحية واحدة، وهذه إضافة جديدة ما لم يسجل من قبل في ما يخص العمليات الجراحية على هذين المستويين من انسداد مجرى الهواء العلوي، إضافة إلى تفادي مضاعفات العمليات السابقة أهمها وجود الألم الشديد بعد العملية وعودة الشخير وتوقف التنفس مرة أخرى، هذا إضافة ومن واقع حرصه على تقديم الأفضل للمريض قام ولأول مرة كأسلوب جديد في جراحات سقف الحلق لعلاج الشخير باستخدام الخيوط الجراحية الشائكة، عوضا عن الخيوط الجراحية العادية في هذه العملية الجديدة، مما أدى الى درجة أعلى من تقليل هذه المضاعفات وأعطى نتائج أفضل للجراحة.

ولفت إلى أنه باستخدام التقنية الجديدة تقل نسبة الآلام بنسبه 70-60 في المئة من الألم المتعارف عليه بعد العمليات السابقة، التي تستخدم الليزر في جراحة سقف الحلق والكي، إضافة الي بعض العمليات الجراحية العادية وينتهي تماما الشخير وتوقف التنفس بنسبة قد تصل الى أكثر من 90 في المئة إلى الشفاء التام.

وتعمل تلك التقنية أيضا على تفادي حدوث تليف بسقف الحلق يؤثر سلبا على مجرى الهواء العلوي على مستوى البلعوم الأنفي، وترتفع معها بنسبة كبيرة عدم احتمال رجوع الشخير مرة أخرى، وكذلك من مزاياها عدم حدوث أي نسبة لتوقف التنفس أثناء النوم، وهي أعراض قد تصاحب العمليات الجراحية السابقة.

ويقول البسيوني إن الفكرة الأساسية في تقنيه العملية تقوم على تغطية السطح الخشن من سقف الحلق وجدار البلعوم (بعد إزالة ترهلات سقف الحلق والتعامل الجراحي مع العضلات المكونة لجدار البلعوم الخارجي) بأغشية مخاطية طبيعية من نسيج الحلق وجدار البلعوم، وهو ما يضمن بقاء سقف الحلق والبلعوم بتشريحهما الطبيعي بعد العملية.

وذكر أنه وفقا لآخر الإحصاءات فإن هناك 25 في المئة من البشر يشخرون أثناء النوم بشكل مستمر، ومع تقدم السن تزداد المشكلة، ويكون أكثر شيوعا في الرجال من النساء، لافتا الى أن الشخير لا يصاحبه توقف للتنفس في البداية، غير أن إهمال الكشف الطبي والعلاج يؤدي إلى حدوث درجة من درجات توقف التنفس المتكررة أثناء النوم، والمقصود بذلك حدوث اختناق أو توقف متكرر للتنفس عن طريق الفم والأنف مدة لا تقل عن 10 ثوان في المرة الواحدة، وقد تزيد على ذلك وفق مستوى حالة المريض، وحذر من أن تكرار توقف التنفس يسبب مشكلات قلبية مثل ارتفاع ضغط الدم، واضطراب في نبضات القلب ومشكلات أخرى تنفسية تتعلق بارتفاع ضغط الدورية الدموية التنفسية، وقد تجعل المريض عرضة للإصابة بجلطات مخية وقد يكون من الأسباب الرئيسة للموت المفاجئ أثناء النوم، إضافة الى متاعب أخرى جنسية.

وتطرق البسيوني إلى أسباب الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم، والتي يتعلق أهمها بارتخاء وترهل أنسجة سقف الحلق والبلعوم وضخامة اللوزتين ولحمية خلف الأنف، وخصوصاً الأطفال وضخامة قاعدة اللسان وصغر حجم الفك السفلي واندفاعه الى الخلف، لافتا إلى أن هناك عوامل مساعدة تتمثل في البدانة وقصر ونحافة الرقبة وإدمان الكحول والتدخين والمنومات.

وحذر البسيوني مرضى الشخير من الانسياق وراء الدعايات حول الأدوية التي تشفي من الشخير، مشيراً إلى أن معظم الحالات تحتاج إلى المتابعة الطبية المستمرة او التدخل الجراحي، مؤكدا حرص “السلام الدولي” على تقديم خدمة أفضل لمرضى الشخير من خلال “عيادة علاج الشخير” بالمستشفى، والتي تقدم خدمة متكاملة للمرضى تهدف الى الوصول لخطة متكاملة لعلاج كل مسببات الحالة عن طريق إجراء الفحص الإكلينيكي الكامل، معمل النوم، إجراء بعض الفحوص الخاصة بالهرمونات وتحديد العمليات الجراحية المناسبة للحالة.

m2pack.biz