رجل
غايتكَ أن تمضي السهرة في البحر. فكم تشبه النهر أيها الرجل. أيها المندفع بلا بصيرة؛ لا تلهيكَ صخرةٌ عن شهوة، ولا شمس الظهيرة. لا الضجر يثنيكَ. لا اليأس. لا الليل. لا الوحشة الباردة. ولا المطر الأهوج. تُذِلّ
التفاصيل ولا تُذِلك التفاصيل. وكم تتعب مهرولاً، وكم تضحّي، لتصل قبل نزول الضوء في الملح المسائي الحزين.
لكني لا أراكَ أيها الرجل.. لا أراكَ، بل أراكَ، وأشعر بكَ تراود أرضي. لكني لا أحفل بكَ أيها النهر. وكم سمعتُ خرير عبوركَ المضجر. وكم سخرتُ. وكم سألتَني أن أذهب معكَ في المشوار الطويل. لكنني لن أذهب معكَ في المشوار الطويل. غايتي الإقامة ها هنا. بحري التراب المشمس، وسمائي الهواجس المطرّزة بخيالات العدم والنجوم.
سيقول الناظرون إلينا إنكَ تشبه اللاجدوى أيها الرجل.. وإني أشبه الأرض.
عليكَ أن تكفّ يوماً، إذا أردتَ أن نلتقي.
لبنان
كايا مطر
رائعة. أحسنت سيدتي