رحلة ورقة

 

رحلة ورقة

تصوير: عماد عبد الهادي

رحلة ورقة
رحلة ورقة

رحلة ورقة

عرف المصري القديم صناعة الورق منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد ولا يزال أحفاده متمسكين بهذه الحرفة ويحافظون على زراعة البردي وصناعة الورق ورسمه وتلوينه. بعيدانه الخضراء وليجوب العالم سفيرًا باسم حضارة بأكملها.

«عاشقة البردي»، هكذا يطلقون على قرية قراموص بالشرقية حيث تعيش هي وسكانها على زراعة وصناعة البردي الذي تنتشر عيدانه وأوراقه في كل مكان في القرية داخل وخارج المنازل. فهي المكان الوحيد الذي مازال متمسكا بحياة المصري القديم وتعتبر حلقة الوصل التي تربط الماضي بالحاضر. غابات كثيفة من أشجار البردي تنتشر في الأراضي الزراعية للقرية على مساحات شاسعة تبدأ منها رحلة صناعة الورقة بعد أن يجني المحصول الذي يزرع في الربيع، يتم فصل الأعواد وتقسيمها لعدة قياسات ويتم تقشيره عن طريق تمريره على خيوط مشدودة، ثم يقطع إلى شرائح طولية. يمر البردي بعد ذلك بعدة مراحل بين دق وفرد ورص وعصر قبل أن يصبح الورق جاهزا للرسم والتلوين. القرية تشبهخلية النحل، فالكل هنا يعمل بهذه الحرفة ويعرفون قيمة البردي الذي كان مقدسا عند أجدادهم. وتضم القرية عدة مراسم لهواة الرسم على البردي أو تخصص في المنازل أماكن للرسم والتلوين وغالبا ما تكون المناظر مستوحاة من الحضارة الفرعونية. وبنظرة سريعة على المنازل نجدها أشبه ما يكون بالمعبد الفرعوني تغطي جدرانه لوحات البردي الملونة والممهورة باسم صانعها. الحرفة ليست معقدة لكنها دقيقة وتحتاج لصبر. فهي ليست مجرد حرفة لكسب المال ولكنها تلعب دورا مهما في حمل شعلة الحفاظ على إرث ثقافي وإنساني مصري خالص.

 

m2pack.biz