رسائل الدمية
أنت؛ ذلك الذي يظهر من بعيد عند ناصية الشارع، ببدلة أنيقة زرقاء وربطة عنق بنفس اللون. أنت تهمّ في هذه اللحظة بالذات بارتقاء أوّل درج في الزقاق الطويل، الذي ينهض في زاوية حادّة بعض الشيء، ويصعد في شكل سلّم رصفت درجاته بمكعبات من الرخام المصقول. تنظر إلى قدميك، وهما تلمسان على التوالي الدرج، ثم ترفع رأسك وتشيّع بصرك إلى آخر الزقاق؛ حيث ستجد نفسك في بداية زقاق آخر يتفرّع عن اليمين. من المفترض أن يكون هناك في نهايته منزل كبير عتيق بطابقين، يتكوّن من غرفة واسعة للمعيشة، وثلاث غرف للنوم، ومطبخ صغير، وحمّام. إنّه المنزل الذي تبحث عنه، أو بالأحرى تبحث عن ذكرى مدفونة فيه.
روائي وصحافي تونسي
نبيل قديش