سباق رئاسي بين «النجمة» و «الطائرة»

سباق رئاسي بين «النجمة» و «الطائرة»

سباق رئاسي بين «النجمة» و «الطائرة»

ملصق دعائي للسيسي (الحياة) عليوة
تعد مصر واحدة من دول قليلة التي لا يزال نظامها الانتخابي يعتمد على الإشارة لكل مرشح في الانتخابات، أكانت نيابية أم رئاسية، برمز يُوضع بجوار اسمه على أوراق الاقتراع. وأعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات أمس، الرموز الانتخابية للمتنافسين في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في آذار (مارس) المقبل. وتمسك الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي برمز «النجمة» الذي خاض به السباق الرئاسي عام 2014، وفضل منافسه رئيس حزب «الغد» موسى مصطفى موسى رمز «الطائرة».
وفيما ربط البعض بين اختيار السيسي «النجمة» وخلفيته العسكرية، إذ كان وزيراً للدفاع قبل ترشحه إلى الانتخابات الرئاسية عام 2014، أرجعت حملة موسى في تصريحات صحافية، اختيار الطائرة لملاءمتها لبرنامجه الانتخابي الذي يسعى إلى «السرعة في التطوير». ولفتت إلى أن الطائرة لم تستخدم كرمز لأي من المرشحين في الانتخابات الماضية، لذا فضلوا اختياره، كما انتابتهم حساسية تجاه الرموز التي اختارتها جماعة «الإخوان المسلمين»، المصنفة إرهابية في مصر، إذ خاض الرئيس المعزول محمد مرسي الانتخابات الرئاسية عام 2014 برمز «الميزان».
وتتذكر الأربعينية نادية محمد الانتخابات الرئاسية عام 2012، إذ كانت الانتخابات الوحيدة التي أدلت بصوتها فيها، وهي تقطن ضاحية شعبية فقيرة في الجيزة (جنوب القاهرة). وقالت محمد: «ظللت أردد رمز مرشحي حتى حفظته، وبحثت عنه في ورقة الاقتراع واخترته»، إذ إنها لا تستطع القراءة أو الكتابة. وتبرز أهمية الرموز الانتخابية في مصر نظراً إلى ارتفاع نسبة الأمية، والتي تسجل وفق آخر إحصاء للجهاز القومي للتعبئة والإحصاء في أيلول (سبتمبر) الماضي 25.8 في المئة من إجمالي السكان البالغ عددهم 104 ملايين نسمة، أي أن ربع المصريين لا يستطيعون القراءة والكتابة، علماً أن اقتراعهم في الانتخابات حق دستوري، ومن هنا تصبح الرموز الانتخابية السبيل الأمثل لتمكينهم من الاقتراع. ويحق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية لحوالى 60 مليوناً بينهم ملايين الأميين.
ولا تقتصر أهمية «الرموز» على عملية الاقتراع، إذ تبرز خلال الحملات الدعائية واللافتات، خصوصاً في القرى والنجوع والضواحي الفقيرة التي يعاني معظم سكانها الأمية، وتنطلق غداً الدعاية في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في آذار، وتستمر حتى 23 منه.
وقال أستاذ الإعلام السياسي والرأي العام في جامعة القاهرة الدكتور صفوت العالم ل «الحياة»، إن «الرموز الانتخابية لها تأثير في عملية الاقتراع، خصوصاً النيابية منها، إذ تتنافس فيها أعداد كبيرة من المرشحين قد تصل إلى 30 اسماً في الدائرة الواحدة». وأضاف: «هنا قد تؤثر تلك الرموز في اختيار الناخب، إذ يلجأ إلى التصويت للرمز الأقرب إلى ثقافته، أو لذي دلالة إيجابية بالنسبة إليه، في مقابل نفور الناخبين من الرموز السلبية، بل تلعب دوراً في الدعاية المضادة لحاملها، وتصبح مادة للسخرية».
وأضاف العالم: «لا أتوقع أن تلعب الرموز في الانتخابات الرئاسية المرتقبة دوراً بالتأثير في الناخبين، في ظل الخيارات المحدودة، لكنها ستلعب دوراً إرشادياً للأميين داخل اللجان».

m2pack.biz