سطو أدبي في وضح النهار!

سطو أدبي في وضح النهار!

سطو أدبي في وضح النهار!

صباح السبت15 أغسطس/ آب 2015 توقفت بعطش شديد ولوقت طويل أمام الكشك باحثا عن صحف أقتنيها… اعتدت أن أملأ سلتي صحفا، لكنني بدأت أتخلى عن هذه العادة هذه الأيام، فليس ثمة عناوين مغرية يمكن أن تمر حيلتها بعد هذه العقود من مواكبة الصحف، وربما لم تعد هذه الصحف وعناوينها مغرية بعد الأربعين…
اخترت يومية تونسية على غلافها إشارة إلى ملحق ثقافي تشجيعا لهذه التجربة، وأملا في أن تلتفت الصحف التونسية إلى الشأن الثقافي والأدبي الذي تراجع حضوره في السنوات الأخيرة، حيث غابت الملاحق الثقافية وافتقدها كتاب البلد، وهي من سلبيات المشهد الحالي…عند العودة إلى البيت شرعت في تصفح هذه الجريدة وملحقها فهالني ما وجدت…
قراءتي القديمة للطبعة الأولى من عمل شعري تنشرها كاتبة، لتقديم الطبعة الثانية من هذا الكتاب، مع إدخال تنقيحات محدودة وإمضاء المقال الجديد باسمها طبعا… ما فعلته هذه الكاتبة في النص الجديد هو تحوير العنوان بتعويض أدوات الربط بنقاط وتغيير المقدمة في الجانب المتعلق بالتقديم المادي للكتاب والقفز بفقرة إلى الخاتمة وتغيير رقم صفحات الشواهد لتتناسب مع الطبعة الجديدة، والقفز على بعض السطور والمحافظة على باقي نصي…
كنت قد نشرت نصي على صفحات «الشروق» التونسية في يوليو/تموز 2010 إبان صدور الطبعة الأولى للكتاب، ومازال النص موجودا في «غوغل» ولا أدري ما هذا الاستسهال للأشياء؟ وما هذا الاستغفال الذي يقع فيه بعض من وجدوا في الفضاء الإعلامي والأدبي خلال هذه السنوات؟
ليست هذه الحادثة هي الوحيدة في حوادث السرقة الأدبية في تونس هذه المدة، فحديث السرقات مستفحل في الساحة وهو متداول جهرا وهمسا… حيث ترددت حكايات كثيرة في هذا المجال، بعضها ظهر في الإعلام والمنابر الثقافية، وبعضها لم ينشر ورواه لي ثقاة كانوا أعضاء في لجان تحكيم، وترجوني أن لا أذكر الأسماء، والأغرب في هذه الحكايات أن بعض الأدباء الكبار يساهمون في اللعبة، حيث اكتشف أن بعضهم يمد مشاركين شبانا بنصوص على أمل اقتسام الجائزة لاحقا… والغريب أن بعض من تم اكتشاف سرقاتهم الأدبية بوضوح لم يخجلوا ولم يخرسوا، وظل بعضهم يجني المكاسب ويكبر اسمه بعيدا ويحظى بمكانته هنا أو هناك…
ومن الطرائف التي حصلت في تونس زمن حكم الترويكا، أن شاعرا كبيرا تم اكتشاف عدة سرقات أدبية قام بها فلما بلغته الفضيحة رد على صفحته الاجتماعية بنص يتهجم فيه على حركة النهضة الحاكمة أنذاك ويتهمها بالتأمر عليه وملاحقته وتهديده وربما أسر لأصحابه أنها وراء هذه السرقات الأدبية…
تبدو السرقات الأدبية منتشرة في المشهد الأدبي التونسي والعربي ولعل آخرها ما نشرته «المجلة العربية» في عددها الفارط من اعتذار لقرائها بفعل ما ارتكبه أحد الكتاب الذي بعث إليها ببحث شامل بعنوان» أدب الرحلات بين الجغرافيا والإبداع» تم نشره للأسف على امتداد خمس صفحات وهو عمل منقول بحذافيره من مؤلف للراحل سيد حامد النساج وتم طبعه في مصر…
إن السرقة الأدبية جريمة يستحق أصحابها التشهير بهم لأنها سطو على الآخرين والغريب أنها تمر في صمت ويجدون من يتواطأ معهم…إنه زمن الخراب الثقافي والأدبي، فثمة من اجتاح هذا الميدان بعقلية الكسب السريع والشهرة العاجلة واقتصاد السوق… ثمة من اجتاح هذا الميدان الشريف ولم يعد يهمه أن يحمل قلمه رسالة أو ينتج نصا إبداعيا أو يحترم قيم الشرف الثقافي والإعلامي وذلك هو مربط الفرس…
كاتب وناقد تونسي
رياض خليف
بداية الثمانينات وتحديدا عام 1982 أصدر مدير تربية يقف علي رأس ولاية شاسعة ظلت ولاية واحدة فبل تقسيمها إلي ولايتيت اثنتين تغطي التراب الغربي اليوم أعلن المدير عن مسابقة يجريها مدراء مؤسسات تربوية دارت حول نشأة كل مؤسسة تاريخعا ، المنظقة التي وجدت فيها والمهام التي قامت بها في ظل التكوين علي مدي السنين التي وجدت، قام أحد المدراء بجهد مضن في إعداد بحثه الذي امتد اياما طويلة سهر علي جمع مراجع من كل حدب وصوب، دخلبها إلي مكتبة لنسخها عليىلة النسخ وهي جاهزة ليؤجل هذا النسخ لحاجة شغلته وانصرف لكن زميلا له وصديقه الخاص أغقبه فوجد البحث جاهزا حمله وذتوجه به لجهة ثانية أتمم نسخه لم يغير فيه سوي الآسم الذي ذيله في آخر صفحةن سارع به إلي الجهة التي تتسلم البحوث نال به جائزة عند النهاية وهي سرقة مفضوحة لاغبار عليها أحدثت نكتة تداولها الناس لمدة …..
سرقة الجهد اللامادّي من أبشع السرقات. عرفها تاريخ الإبداع من أزمان سحيقة، غير أنّها استفحلتْ في السنوات الأخيرة لأسباب معقّدة ومركّبة ولكنّها غير مبرّرة. قد يُعادُ المسروق المادّيّ إلى صاحبه. وقد يلقى السارق ما يردعه من العقاب. وأمّا المسروق اللاّمادّي ففوق أنّه أعزّ من المسروق المادّيّ وأنبل لأنّه قطعة من الروح والعقل، فإنّ تقنيات الاسترجاع والمقاضاة لم تتطوّر بعد.

m2pack.biz