شجرتا “كينا” بعمر يتجاوز القرن تتحولان إلى تحفة فنية في حديقة دمشقية

شجرتا “كينا” بعمر يتجاوز القرن تتحولان إلى تحفة فنية في حديقة دمشقية

شجرتا 'كينا' بعمر يتجاوز القرن تتحولان إلى تحفة فنية في حديقة دمشقية

على الضفة المقابلة للمتحف الوطني وسط حديقة المنشية التي تتكئ على نهر بردى رمز دمشق، يعكف فريق من النحاتين السوريين حاليا على وضع اللمسات الأخيرة على مشروعهم النحتي “حكاية شجرة”، الذي يعتبر بادرة في خروج الفن إلى الشارع بعيدا عن الملتقيات والصالات ليكون قريبا من الناس يزرع الثقافة البصرية للعموم.
العمل الذي سيتم تدشينه على الأرجح، مطلع العام المقبل، ليكون معلما يجذب الناس لمشاهدته واستعادة الذاكرة المرتبطة بشجرتي الكينا اليابستين والتي تجاوز عمرهما القرن من الزمن، انطلق كما تشرح الفنانة التشكيلية صفاء وبى إحدى المشاركات في تنفيذ العمل، بداية العام الجاري من قبل فريق جدارية إيقاع الحياة تحت إشراف التشكيلي موفق مخول صاحب الفكرة وبالتنسيق مع وزارة التربية ومحافظة دمشق واتحاد التشكيليين السوريين.
وأشارت وبى إلى أن الفريق أنجز معظم العمل على الشجرتين الضخمتين التي لا يقل طول الواحدة منهما عن العشرين مترا، وهو عبارة عن قص وحرق للشجرتين اليابستين. وتضيف “أخرجنا الشجرة من مرحلة الموت للحياة عن طريق الفن، لتبقى في ذاكرة الدمشقيين الذين يرتادون هذه الحديقة من عشرات السنين”.
ولفتت إلى أن المشروع له طابع فني وجمالي جديد نسبيا، حيث تم اعتماد فن الروليف أي النحت على سطح الشجرة لقدرته على حمل قصة مع إظهار بعض الكتل التي تشكل رموزا إنسانية وحضارية تاريخية بأساليب ترتبط بالفنان بيكاسو، مبينة أن التشكيل تضمن شيئا من الطابع الإنساني حيث ابتعد في بعض جوانبه عن التقليد، وتم الرسم بأسلوب عصري حين يمثل في جزء منه السيدة السورية القوية من خلال وجه لمرأة تتكئ في جانبها على الرجل الآشوري القوي الذي يحمل سلاحه بيد وبالأخرى يمسك وردة تمثل السلام، إضافة إلى رسم يرمز إلى دمشق القديمة وآخر لنهر بردى من خلال السمك.
وأضافت وبى أن العمل تضمن كتابات باللغات الآرامية والأوغاريتية والمسمارية، لافتة إلى أن الفريق سيتابع حاليا مرحلة وإخراج العمل بشكله الفني النهائي لجهة البخ وتجميل الأرض المحيطة والإضاءة المدروسة.
بدوره اعتبر النحات علي مصطفى أن العمل يدعو للتفاؤل لأنه يرسل رسالة للعالم بأن السوريين بخير وأن إرادة الحياة أقوى، لافتا إلى أن الفريق يعمل على أكثر من مشروع نحتي ضخم بينها المشاركة في تجميل مشروع المكتبة التي تقيمها وزارة التربية في منطقة القصور والتي تضم أكثر من 40 ألف كتاب وستفتتح قريبا.
وينفذ مشروع حكاية شجرة فريق من النحاتين يضم كلا من هشام المليح ورجاء وصفاء وبى وعلي مصطفى وبمساعدة أوس الحجة وأيمن الظاهر.

m2pack.biz