شكر خاص لجاليري أيام بيروت

فقره1
فقره1

خاص لجاليري أيام بيروت

زنكو غراف

1من اصل2

– بسام تعبد اللطيف، تصوير: عماد عبد الهادي

في أحد شوارع وسط البلد العتيقة، وبالتحديد في شارع الألفي صاحب التاريخ العريق، بين المحال والشركات التجارية المعروفة يجذب الانتباه باب خشبي قديم تعلوه كلمة أرمينية مكتوبة باللون الأحمر وكأنها تدعوك لتدخل وتكتشف عالم “فوسجيدار” الذي تفوح أركانه بعبق الماضي.

دعوة فرح الأرمانيين “إدوارد” و “مارجريت” والذي تصادف توقيته مع زيارة الموسيقار العالمي “آرام خاتتشادوريان” في ستينيات القرن الماضي ليكون هو “إشبين” العريس فقام الفنان “صاروخان” يرسم دعوة الفرح تضم العروسين والموسيقار بجانبهما حاملاً الورود.

قراءة الاسم في الخارج تمهد لما يمكن أن يكون بالداخل، فلم يكن من الغريب أن نجد في استقبالنا سيدة أرمينية الأصول، مصرية الطبع والطابع، وهي “جاسيا دولتيان”، والتي تدير المكان خلفًا لوالدها “نوراير دولتيان” الذي توفي منذ أشهر قليلة تاركًا خلفه إرثا وتراثا مهما من تقنيات طباعة تتم بجمع حروف اللغة إلى جوار بعضها لتكوين الكلمة، ومع رص الحروف والكلمات تصنع السطور، بالإضافة للعديد من كتب وكراسات وأظرف رسائل ومستندات تجارية وبطاقات لدعوات باللغات الأرمينية والفرنسية والإنجليزية والإيطالية واليونانية والعربية.

تأسست “فوسجيدار” أو “صحيفة الحروف الذهبية” عام 1914 في شارع عماد الدين بإدارة “باركادوني” وخلفه “يريفانت ميسيرليان” ثم انتقلت إلى مقرها الحالي قبل أن يشتريها عام 1966 الأرميني “نواير دولتيا”، فقد كانت الطباعة والزنكور عراف أحد أهم المجالات التي أبدع فيها الأرمن ونتفردوا، وما زالت مطابع الأرمن في مصر خير شاهد ودليل على تاريخ بدأوه في المطابع الأميرية التي أسسها محمد على باشا وقطعوا فيته شوطًا كبيرًا. ولم يبق في مصر الآن سوى ثلاث مطابع أرمينية هي: المطبعة الإفريقية ومطبعة نوبار وفوسجيدار التي أتمت عامها المائة.

وتقول “جاسيا” التي فرّ جدها من مدينة “قيصرية” التركية هاربًا من المذابح، إن الارمن أول من أدخلوا طباعة “الأوفست” إلى مصر، لأنهم اهتموا بالطباعة إلى حد كبير، إلى جانب أنه لم تكن هناك مطابع بالحروف الأرمينية، ولهذا عملوا في هذا المجال.

 

m2pack.biz