صديقي يوهانس وإكسير الشباب الخاص به5من اصل6

صديقي يوهانس وإكسير الشباب الخاص به5من اصل6

صديقي يوهانس وإكسير الشباب الخاص به5من اصل6
صديقي يوهانس وإكسير الشباب الخاص به5من اصل6

يعيش يوهانس من الخضار التي يزرعها بنفسه في حديقته، ويفضل أن يتناولها نيئة. وبالإضافة إلى ذلك يضم مخططه الغذائي الفول السوداني والكثير من الثوم، فهذه في رأيه لبنات إضافية مهمة لتحقيق الشباب الدائم. ورائحة الفول السوداني والثوم الكثيفة تنبعث منه بصورة دائمة.

يوهانس إنسان غريب الأطوار (يمكنني أن أقول هذا ببساطة، لأنه يعرف ذلك عن نفسه، ولهذا فإن قولي لن يغضبه) إلا أنه غريب الأطوار مثقف ومثير للاهتمام ولطيف المعشر.

آخر مرة زرت فيها صديقي كانت في ربيع عام 1999 بمناسبة عيد ميلاده الخامس والثمانين. ورأيت أن شعره الذي كان ذات يوم أسود اللون صار الآن رمادية. وهو لا يقصه لأنه يعتبره جهازه الهوائي الذي يؤمن تواصله مع الكون. لكن وجهه ما زال تقريبا بلا تجاعيد، وعينيه الشديدتي الزرقة تبرقان بنداوة الشباب. وكي يثبت لي دوام لياقته الجسدية خرج إلى جهاز المتوازيين الذي صنعه بنفسه في الحديقة ونفذ عليه تمرين رفع الجسم بقوة الساعدين فقط عشرين مرة. وربما على أن أضيف أنه ما زال خلال شهور الصيف يعمل كدليل جبال، ويشارك أيضا بانتظام في مسابقات الجري الشعبية.

عندما زرته في يوم عيد ميلاده كان منهمكًا جدًا ومأخوذًا بمزاج الانطلاق، فقد كان يجري التجهيزات الأخيرة لمغامرة كبري: فأخيرًا، أخيرًا سيحقق حلم حياته وسيزور الهونزا، ذلك الشعب الغامض الذي يقطن الهيملايا والذي ما زال العلم حائرًا حيال أصوله حتى الآن. يقال عن هذا الشعب أن أفراده يبلغون عمرة خرافية: فأحدهم يبلغ المئة ويستمر في العمل في الحقل، بل ويكون قادرة على الإنجاب. وليس نادرة أن نرى رجالا ونساء في سن الثلاثين أو الأربعين فوق المئة. (ما عاشه وخبره صديقي خلال هذه الرحلة المغامرة سأتحدث عنه لاحقا، في موضع آخر من هذا الكتاب.)

m2pack.biz