صفاته10من اصل12

صفاته10من اصل12

صفاته10من اصل12
صفاته10من اصل12

ونحن فيما نتوخاه من المضاهاة بين أوصاف السابقين وأوصافنا نحن المعاصرين إنما نريد أن نفضي إلى المقياس الصحيح للتصديق أو التكذيب، والمحك الصالح للتشكيك أو التغليب. فإذا كانت الاوصاف التي نقرؤها مطابقة للأوصاف التي نعقلها والتي نعهدها فذلك هو برهان الصحة في كل مقياس.

وإنه لمن واجبنا في عصرنا هذا أن نقضي على آفة العصر التي أوشكت أن تغلب فيه على كل آفة، وهي الظن الشائع بين المتفيهقين والمتهجمين أن البراعة كل البراعة في التكذيب، وأن الجهالة كل الجهالة في التصديق، وليست الجهالة كلها في الحقيقة هنا، ولا البراعة كلها في الحقيقة هناك..

فكثيرًا ما تكون الغفلة في التكذيب أعظم من الغفلة في التصديق، وكثيرًا ما يكون بخس الشيء الثمين أدل على الغباء وأضيع للمنفعة من إغلاء الشيء البخس، في تسويم التجارة أو تسويم الضمائر والعقول.

خذ مثلا لذلك حسنات أبي بكر اليومية التي سأله عنها النبي عليه السلام، فاتفق في يوم سؤاله عنها أنه كان قد أهداها جميعًا على وجه من الوجوه..

تلمح على وجه المتفيهق المتشكك مسحة التردد وهو يتابع ذلك الخبر كأنه مما لا يجوز ولا يتكرر على هذا المنوال.

فإذا سألته: لم التردد وفي وسعك أن تبلغ بالخبر إلى مقطع اليقين؟ لم تقف هنا ولا تتابع الطريق إلى منتهاه؟ إنك لتعلم إذن ان التردد سخف حين يكون اليقين منك على مد اليدين تتناوله إن شئت متى مددتها إليه..

ماذا يكون إن كذبناه؟

إن صدقنا الخبر فكل ما هنالك أن إمامًا في الدين مطبوعًا على الكرم والكرامة قد حرى على سنة نبيه وهاديه، فأصبح صائمًا وعاد مريضًا وتصدق على فقير بكسرة خبز وجدها في يد حفيده.

وليس هذا بممتنع، بل هذا أقرب الأشياء أن يقع، ولا سيما إذا أضفناه إلى جملة أخبار أبي بكر من إحسانه في الجاهلية والإسلام، ومن إنفاقه المال كله في سبيل الخير حتى مات وهو فقير.

فإن كذبنا الخبر فماذا يتقاضانا تكذيبه من جهد للعقل واعتساف للتفكير والتخمين؟

m2pack.biz