صلاح الحضري .. رائد صناعة السيارات
3 من أصل 3

وبعد حرب يونيو 1967 انكسر الحلم القومي، لكن إرادة المصريين لم تنكسر، وتمكنت شركة النصر من التعاقد مع عشرات العواصم العربية لتصدير الأتوبيسات المصرية التي عبرت الحدود إلى العراق ولبنان والكويت وسوريا وهي مكتوب عليها “صنعت في الجمهورية العربية المتحدة” وتجمع حولها الناس في لبنان وسوريا وهم يهتفون باسم مصر، وبلغ ما تم تصديره إلى العراق 1500 أتوبيس و 400 إلى الكويت، وعشرات إلى باقي الدول العربية، فضلا عن 6 آلاف سيارة فيات 128 تم تصنيعها بالتعاون مع شركة “فيات” الإيطالية. واستمرت مسيرة النجاح حتى توجت باختيار الرجل رئيسا لشركة النصر للسيارات ـ والتي تتعرض الآن لخطر التصفية ـ ، وعندما رأت الحكومة عام 1992 إحدى الشركات الكبرى تتعرض للانهيار، لم تجد غير المهندس الحضري منقذا عاما لما له من خبرة وحسن إدارة وقدرة على التعامل مع الأزمات، وبالفعل تولى الرجل رئاسة مجلس إدارة الشركة العامة للمعادن ليحولها إلى شركة رابحة قبل أن يقرر مرة أخرى العودة إلى صناعته الحبيبة حيث التقى بالدكتور عبد المنعم سعودي وقرر العمل معه كعضو منتدب لأول شركة تجميع سيارات في مصر وهي سوزوكي إيجيبت.
وفي عام 1996 أسس الرجل مع الدكتور عبد المنعم سعودي رابطة لصناعة السيارات تبنت دعم صناعة السيارات في مصر ومساندتها لزيادة قدرتها التنافسية، وبالفعل قدمت الرابطة أفكار وخطط لتنمية الصناعات المغذية للسيارات كانت أساسا للاستراتيجية التي أطلقتها وزارة الصناعة للحفاظ على تلك الصناعة في مصر.