1من اصل2
بدأت مرحلة جديدة من الصراع المسرحي بين القطبين الروسي والأمريكي مع تأسيس هذا القناع الذهبي، وبدا واضحًا أن الجانب الشرقي لم يخجل من نقل ما يناسبه من خبرات لدى نظيره الغربي، فعندما أسست جوائز (التوني) حرصت إدارتها على دعوة كبار الصحفيين في الولايات المتحدة وخارجها ومراعاة حسن الضيافة، كما سعت إلى استغلال كل وسائل التكنولوجيا الإعلامية المستحدثة وقتها ابتداء من ظهور أجهزة التلفاز، حيث بث حفل توزيع الجوائز للمرة الأولى عام 1967، وكان لهذا علاقته الوثيقة بالاستراتيجية التجارية التي لها أولوية واضحة بالعمل في برودواي، التي تعد جوائز (التوني) جزءًا منها، وصولاً إلى بث الاحتفالات عبر شبكات الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية، ليتجاوز عدد متابعيها 116 مليونًا في الحفل الأخير الذي يحمل رقم 70، وقد استفادت جوائز القناع الذهبي الروسية من هذا وأخذت منه ما يناسبها.
وكانت جوائز (التوني) في بادئ الأمر عبارة عن هدايا ذكورية ونسائية، وبعض المبالغ المالية الرمزية، إلى أن بدأ منح الميداليات في العام الثالث، التي صممها هيرمان روسي من النحاس والبرونز وقليل من النيكل، وتشكلت اللجان المنوط بها اختيار الفائزين من سبعمائة محكم أصبحوا فيما بعد 846، متخصصين في مختلف عناصر المسرح، وتذهب الجوائز إلى فئتين فقط، هما العروض الدرامية والغنائية –بخلاف ما تتبعه الجانب الروسي الذي اختص بجوائزه جميع فنون المسرح- وعددها 24 جائزة تنافسية بواقع 12 لكل فئة قبل إلغاء الجائزة الخاصة بالتصميم الصوتي لتصبح 11 لكل فئة، وتهتم هذه الجوائز كثيرًا بالتخصصات التقنية وأنواع التصميمات المختلفة.