طفلك و تقبل الغرباء

طفلك و تقبل الغرباء

طفلك و تقبل الغرباء

من المشاهد الطبيعية تمامًا أن الطفل في شهوره الأولى لا يسعد كثيرًا إن قام بحمله أحد غير والديه، خاصةً الأم.. هذه بالطبع ليست مشكلة، فهناك ترابط قوي ينشأ بين الطفل وأمه منذ أشهر الحمل، ولا سيما بعد الولادة.. ارتباطه بالصوت، والرائحة، هذا الكائن الصغير بالتأكيد سيخاف من صوتٍ غريبٍ أو رائحة تختلف عن تلك التي اعتاد عليها، فالأمر لا يتعلق بمظهر الشخص الذي أمامه، أو أن رائحته ليست جيدة، بل إلى هذا الرابط بين الطفل ووالدته.. فإن الطفل يحتاج إلى الوقت كي يستطيع تقبل الغرباء ، ويتخلص من التمسك بوالدته بهذا الشكل.. فكونه ارتبط برحم أمه تسعة أشهر لا يجعل من السهل الانفصال عنها أبدًا، ولكن مع الوقت ربما سيصل إلى شهره الثامن ستتسع تلك الدائرة لتشمل ربما الجد والجدة، الأصدقاء المقربون.. من هم على صلةٍ بالأسرة أغلب الوقت، سيعطي إشاراتٍ تدل على التواصل وتقبل الأشخاص، قد يقبل أحضان أحدٍ آخر لبعض الوقت، وستبقى الأم تحتفظ بمكانتها دائمًا بالطبع، وقد يتأخر عن ذلك، لأسباب أخرى.. فربما قد خاف من مظهر أحدهم أو صوته!
ولكن متى بالفعل يجب علينا أن نقلق من تصرف الطفل حيال تقبل الغرباء ، أو عدم تقبله لهم؟ إن الطفل في سن الثلاثة أعوام وأكثر ربما سيحظى بصديق مقرب، بالطبع ليست تلك الصداقة بمعناها المعروف لدينا، ولكن بما فيه الكفاية ليتذكره، ويذكر اسمه في أحاديثه المختلفة، ويتراوح الأمر من طفلٍ إلى طفلٍ بالطبع.. فقد يصل إلى أربعة أعوام أو خمسة أعوام ولا يتجاوب مع الآخرين ممن هم في مثل عمره، أو أكبر، وهنا نبدأ بالقلق حيال الأمر.

m2pack.biz