والمعادن النفيسة إلى أوروبا . وقد أدى استجلاب هذه المعادن النفيسة إلى ثورة في الأسعار في أوروبا ، اندلعت شرارتها الأولى في إسبانيا ، ثم ما لبثت أن امتدت في تأثيرها شرقاً ، وفي تلك الأثناء كانت الإمبراطورية العثمانية تواجه انكماشاً في قيمة عملتها ـ التي كانت تعتمد على رصيدها من الفضة ـ في نهاية القرن السادس عشر بسبب هذا الازدياد في حجم المعروض من المعادن النفيسة ، ذلك أن الطلب المتزايد في الأسواق الأوروبية على الموادالخام التي تنتجها الإمبراطورية العثمانية لتلبية احتياجات رأسمالها الصناعي الوليد ، أدى لارتفاع في احتياطيات الفضة لديها وهو ما مكن رأس المال الأجنبي من التوغل بصورة أوسع داخل أرجاء الإمبراطورية .
وعلى الرغم من القبول الواسع لفكرة أن تراجع الإمبراطورية العثمانية نجم ـ في معظمه ـ عن اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح والذي أدى لتحول التجارة عن البحر المتوسط ـ إلا أنها نظرة خاطئة للأمور . فتأسيس البريطانيين والهولنديين لمصالح اقتصادية قوية في الهند ، وجاوة ( إندونيسيا ) على الترتيب ، حفز التجار الأوروبيين على استكشاف طرق جديدة للمنسوجات والسلع المصنعة الأخرى ـ تمر عبر الشرق الأوسط . هذا فضلاً عن أن البحث عن هذه الطرق الجديدة لآسيا صاحبه اكتشاف مواد أولية جديدة في الشرق الأوسط يمكن استغلالها في الصناعة الأوروبية ـ