طلعت حرب وتحدي الاستعمار (الفقرة من 43 الى 248)

ـ لمراقبة إيرادات الدولة ـ فرنسا ـ لمراقبة النفقات . وفي عام 1876 ، أفلت زمام الأمور من قبضة إسماعيل ، وتمت الإطاحة به في 1879 وتولي ابنه توفيق الذي كان خاضعاً للقوى الأوروبية بشكل كبير مكانه .

طلعت حرب وتحدي الاستعمار
طلعت حرب وتحدي الاستعمار

ولعل أحد النتائجالمترتبة على زيادة تبعية مصر للقوى الإمبريالية الغربية حدوث تحول آخر في الهيكل الاجتماعي المصري ، والذي تمخض عن نقل توجيه القوة الاقتصادية والسياسية بمنأى عن الطبقة الحاكمة التقليدية من الأتراك والشراكسة باتجاه أعيان الأرياف ، وكذا باتجاه شرائح جديدة من الأتراك ـ المصريين . وإلى حد ما فقد كانت هذه العملية تتم تلقائياً بمنأى عن عملية دمج مصر في السوق العالمية ، فقيام محمد علي بالقضاء على النخبة السياسية المملوكية ، واعتماده على رفاقه من الألبان وعدد من العناصر المصرية بدلاً منهم ، وكذا دفعه بالعديد من الأتراك والشراكسة لأعمال إدارية بالريف لم يقوض فقط من نفوذ الأتراك والشراكسة ، وإنما ألغى كذلك من التمايز العرقي فيما بينهم وبين الأعيان المحليين . وعلاوة على ذلك ، فإن التوجه نحو دمج الطبقة الحاكمة من الشراكسة بأعيان القرى نتج عنه عدم قدرتهم على تجديد أنفسهم خلال السبعة عقود الأولى من القرن التاسع عشر نتيجة لعجزهم عن اتسجلاب أي عناصر شركسية جديدة من الخارج .

m2pack.biz