طور عابدين

طور عابدين

طور عابدين

جبل في شرقي تركيا حاليا. يجري الصراع من أجل السيطرة عليه بين الحكومة التركية والميليشيات الكردية . تسميته سريانية تعني جبل العباد، وقد سمي بذلك لكثرة الصوامع والأديرة الكبيرة فيه. ورد ذكره في أرشيف أشور ناصر بال (قرن ۹ ق. م) باسم جبل كاشيري، وترد أسماء معظم قراه وحرف سكانه كما هي عليه حاليا تقريبا .
تناوب الرومان والفرس السيطرة عليه مرات كثيرة. فتحه العرب عام 6۳۹م. يشتهر بأدياره الفخمة مثل دير مار کبرئيل، ودير مار حنانيا (دير الزعفران) التي بنيت منذ القرن الخامس( [(1) Andrew Palmer, Monk and Mason on the Tigris Frontier: The early History of Tur Abdin, (London/ New York Cambridge: Cambridge University Press, 1990) 1-2.]). وقد استمر دير الزعفران مركز البطريركية السريانية منذ القرن الخامس حتى عام ۱۹۳۳ حين نقله إلى سوريا البطريرك إفرام برصوم الذي كتب تاريخا عنه، وكتب في مطلع الأربعينات أن طور عابدين يضم نيفا وخمسين قرية قصبتها مدينة مديات . ثلثا سكانه مسيحيون سريانيون والبقية مسلمون ويزيدية( [(2) إفرام برصوم، اللؤلؤ المنثور: في تاريخ العلوم والآداب السريانية، (حلب: سلسلة التراث السرياني، ۱۹۸۷) 517.]).
نكب سريان طور عابدین بمذابح الحرب الأولى مع غيرهم من مسيحيي تركيا وخاصة الأرمن ( [(3) انظر مدخل: «السریان، مذابح» .]). في عام ۱۹۲۲ سمحت الحكومة التركية لهم بالهجرة إلى حيث يشاؤون، وفي عام ۱۹۲۰ قامت ثورة كردية على الحكومة التركية فتعرضوا إلى الضغط والتنكيل من كلا الجانبين( [(4) John Joseph, Muslim-Christain Relations and Inter-Christian Rivalries In the Middle East Albany: State University of New York Press, 1983) 102-103])، فهاجر قسم كبير منهم إلى سوريا حيث أسسوا مدينة القامشلي( [(5) انظر المداخل: «القامشلي» و«السريان، مذابح» و«السريانية الأرثوذكسية، كنيسة .]). ومنذ الستينات هاجر سريان طور عابدين إلى السويد وألمانيا (حيث يزيد تعدادهم على الخمسين ألفا)، ولم يبق حاليا فيه أكثر من ألفي نسمة منهم. ينسب سريان طور عابدين في كل مكان هاجروا إلى اسم موطنهم فيدعون بالطوارنة أو طوریویي، وكذلك لغتهم السريانية المحكية تدعى بالطورانية .

m2pack.biz