عذِّب بما شئت غيرَ البعدِ عنكَ

عذِّب بما شئت غيرَ البعدِ عنكَ

عذِّب بما شئت غيرَ البعدِ عنكَ
عذِّب بما شئت غيرَ البعدِ عنكَ

عذِّب بما شئت غيرَ البعدِ عنكَ تجدْ أوفى محبٍّ بما يرضيكَ مبتهِجِ و خذْ بقيَّةَ ما أبقيتَ من رمقٍ لا خيرَ في الحبِّ إن أبقى على المُهجِ لله أجفانُ عينٍ ، فيكَ ، ساهرةً شوقاً إليكَ ، وقلبٌ بالغرامِ ، شجِِ أصبحت فيكَ كما أمسيتُ مكتئباً و لم أقل جَزَعاً : يا أزمةُ انفَرجي ما بينَ معتركِ الأحداق و المهجِ أنا القتيلُ بلا إثمٍ و لا حرَجِ ودَّعت ، قبل الهوى ، روحي ، لما نظَرَت عيناي من حسنِ ذاكَ المنظرِ البهجِ أعوامُ إقبالهِ كاليومِ في قصرٍ و يومُ إعراضه في الطولِ كالحججِ فإن نأى سائراً يا مُهجتي ارتحلي و إنْ دنا زائراً يا مقلتي ابتهجي قُلْ للذي لامني فيهِ ، وعنّفَني : دعني و شأني وعدْ عنْ نصحكَ السَّمجِ فاللّوْمُ لُؤمٌ ، و لم يُمدَحْ بهِ أحدٌ وهل رأيتَ مُحِبّاً بالغرَامِ هُجي تراهُ إن غاب عنِّي كلُّ جارحةٍ في كلِّ معنى لطيفٍ ، رائقٍ ، بهِجِ لم أدرِ ما غُربةُ الأوطان و هو معي و خاطِري ، أينَ كُنَّا ، غيرُ منزعجِ .

ابن الفارض

m2pack.biz