علاقة الأسلوبية وتحليل الخطاب بالبلاغة العربية

علاقة الأسلوبية وتحليل الخطاب بالبلاغة العربية

علاقة الأسلوبية وتحليل الخطاب بالبلاغة العربية

في الحديث حول علاقة الأسلوبية وتحليل الخطاب بالبلاغة العربية يجدر القول إنّ النقاد المحدثين ربطوا بين البلاغة والأسلوبية، ومن النقاد الذين أشاروا إلى العلاقة بينهما محمد عبد المطلب في كتابه ” البلاغة والأسلوبية”، وفيه نظر المؤلف إلى التراث العربي والنظر الأسلوبي الحديث، ومن أهم آراء النقاد القدامى الذين أشار إليهم: عبد القاهر الجرجاني ونظرية النظم، حازم القرطاجني الذي تحدث عن الفرق بين النظم والأسلوب من جهة، والأسلوب والنوع الأدبي من جهة أخرى، ولم يقتصر في كتابه هذا على الحديث عن البلاغة العربية، إنما تحدث عن الأسلوبية في العصر الحديث، من خلال الحديث عن العلاقة بين الأسلوبية وعلم اللسانيات واللغة، بالإضافة إلى ذكر بعض المصطلحات الحديثة مثل: الانزياح الأسلوبي والعدول الأسلوبي وغيرها.[٣]
وتتفق البلاغة مع الأسلوبية من حيث أنّها تدرس الكلمات والتراكيب والاستعارة والتشبيه وغيرها، فتعريف البلاغة مطابقة الكلام لمقتضى الحال، وهذا التشابك بين البلاغة والأسلوبية دعا فريقًا من الباحثين والنقاد يصفون الأسلوبية بالبلاغة الحديثة[٤]، ولكن هذا التشابك بينهما لا يمنع وجود فروق، وتتمثل هذه الفروق بالآتي:
إن موضوع علم البلاغة هي معالجة الأسلوب التعبيري الذي تتيحه القواعد اللغوية بينما تهتم الأسلوبية بالكلام و الأداء معًا.[٢]
يغلب على علوم البلاغة المعالجة الجزئية للألفاظ والتراكيب، أما الأسلوبية فهي تتعامل مع النص – في الغالب- بصورة كلية تعتمد فيها على بنية النص.[٥]
ترتبط علوم البلاغة بمنطق أرسطو، أما الأسلوبية فترتبط بعلم اللسانيات.[٥]
يمكن للأسلوبية أن تبحث ظواهر الأسلوب بشكل تزامني تعاقبي، أما البلاغة فلا تقوم بذلك.[٥]
تعد البلاغة علمًا معياريًّا بينما تعد الأسلوبية علمًا وصفيًّا.[٤]
إن مجال الدراسة الأسلوبية أكثر اتساعًا من مجال البلاغة.[٤]

m2pack.biz