علاقة الأم بطفلها 4 – 4
وهذا ما يشعر به الطفل تماما، فيعمل على أن يكون “شيئا” بالفعل، من ذلك مثلا أنه يرفض الحركة، ويمتنع عن تناول الغذاء، وحتى البكاء. وهذا ما يسمى بغيبوبة حديثي الولادة. وهذه الحالة ليست نادرة بين الأطفال المقيمين في المستشفيات للاستشفاء. وهناك حالة أخرى لا تقل خطورة عن سابقتها، وهي حالة الأم التي تنشد الكمال والدقة في كل ما يتعلق بطفلها، فالعلاقة في هاتين الحالتين، تتنافى مع ما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الأم وطفلها.
ففي الحالة الثانية، نجد أن الأم تعمل على القيام بواجبها نحو طفلها، على أحسن وجه، فهي ترغب كل الرغبة، في أن تكون جميع حركاتها دقيقة وصحيحة بلا خطأ. غير أن هذا الاهتمام المبالغ فيه، يؤدي إلى توتر أعصابها بصفة مستمرة، فنجدها تقوم بحركة لتصحح أخرى، أو تمتنع عن تصرف تلقائي، لاعتقادها أنه يتنافى والقواعد التقليدية للعناية بالأطفال. أو قد تلتزم بتعديل بعض المواعيد. وتنتقل عدوى الاضطراب، وتوتر الأعصاب، إلى الطفل. فنجده يبكي بلا سبب ظاهر. ويمتنع عن تناول رضعته، أو يتقيأها، ولا ينام بالقدر الكافي. ومن المؤكد أن الأمغاص التي تصيب الأطفال في الشهر الثالث من عمرهم- وهي عبارة عن تقلصات في الأمعاء مصحوبة ببكاء- يكون مرجعها لتصرفات الأم.
من كل هذا تتبين لنا أهمية العلاقة الدافئة الحانية بين الأم وطفلها، تلك العلاقة الصافية الكاملة، التي تحقق التفاهم التام، غير ملتزمة ببعض قواعد التربية الجامدة.