عيوب تحول الصداقة إلى حب

عيوب تحول الصداقة إلى حب

عيوب تحول الصداقة إلى حب

عيوب تحول الصداقة إلى حب جد خطيرة، فهي تعتبر مجازفة ومخاطرة باهظة الثمن، فإن فسدت نخسر الإثنين معا، أي نخسر الصداقة بكل ما تمثله من حب ودعم غير مشروط ونخسر الحب والمشاعر أيضا، وقد يتحول الأمر إلى مأساة، وينتهي بقطيعة حادة، وهو ما يدفع البعض للاكتفاء بالصداقة حتى في وجود الحب، يكتمونه في صدورهم حفاظا على الصداقة، ومن يخرج من تلك الدائرة هم الشجعان فقط، هم الصادقين مع أنفسهم والأمناء على مشاعرهم، وهو الاختيار الذي أفضله بشكل شخصي، المواربة لن تغير الأمور، وليس من حق أحد تزييف مشاعره رغم نبل الغرض، لكن في حالة المواجهة ووجود مشاعر متبادلة بين الصديقين، وبعد حدوث تحول الصداقة إلى حب يواجهون بعض عيوب ومشكلات ذلك، وهي ما يلي:
الماضي المشترك ومشكلاته
يحرص الصادقين على الصراحة مع أحبائهم، فيقصون عليهم تجاربهم السابقة بصدق، بما حملته من حب وشوق وخذلان وحزن وكل شيء، فلا نتحدث عن المحتالين الذين يحرفون ماضيهم، لكن مهما بلغ بنا الصدق فلن نروي تاريخنا العاطفي بطريقة عاطفية مستفزة للطرف الآخر، بل سنتحكم في اختيار المفردات الأكثر تجردا وجمودا كي لا نثير الغيرة في نفس الحبيب أو العكس، فيخضع الماضي للسيطرة، خاصة أننا نحكيه بعد تجاوزه وتخلصنا من آثاره اللحظية وانفعالاتنا، وللأسف لا يكون هذا الخيار متاحا عند تحول الصداقة إلى حب ، فحبيب اليوم هو صديق الأمس، ليس غريبا ولا بعيدا عن ماضينا وعلاقاتنا السابقة، فالصديق هو شاهد عيان على الماضي، رأى وسمع كل ما خضناه عن قرب، وعن طريقنا نحن، سمع حكاياتنا الخاصة ومشاعرنا في ذروة تأججها واشتعالها، ولذلك يثير هذا الأمر بعض الحساسيات في التعامل، فلا مجال للتحكم فيما يعرفه الحبيب، وهو عيب خطير قد يتسبب في هدم العلاقات.
القرب الزائد عن الحد
تسمح لنا علاقات الحب العادية بوجود مسافة بين الحبيبين وعالم كل منهما، تساعد تلك المسافة على التعارف والحفاظ على الجاذبية، فيكون لدينا طوال الوقت شيئا جديدا نتشاركه، فلا يتسرب إلينا الملل سريعا، كما تسمح تلك المسافة ببعض التجمل، ولا نقول الادعاء، بل مجرد التحكم فيما نظهره وما نخفيه أمام الحبيب أو الحبيبة، ولا يكون أي من تلك الخيارات متاحا عند تحول الصداقة إلى حب ، وفي كثير من الأحيان لا يجد الحبيب ما يخبر به صديقته سابقا وحبيبته حاليا، كل الموضوعات تصبح منتهية وسبق تشاركها، كما أنه لا توجد لذة الاكتشاف أو الانبهار، فتتقلص مرحلة البدايات الجميلة وتنتهي سريعا، وهو ما يعرض العلاقة للملل والرتابة، ويهدد تماسكها بحكم القرب الزائد عن الحد.
عدم إدراك تطورات و تغييرات العلاقة
عند تحول الصداقة إلى حب تحدث تغييرات جذرية في طبيعة العلاقة، رغم عدم تغير أي من الطرفين، كل ما هنالك هو الفروق الجوهرية بين الصداقة والحب، فما يمكن أن يحدث بين الأصدقاء قد لا يصلح بين الحبيبين في علاقة الحب والعكس، قد تشارك الصديقة مشكلاتك دون أن تنتظر منك أي مقابل، ومشكلاتك قد لا تتماس مع علاقتكم من قريب أو بعيد، بينما في الحب يصبح على الطرفين بذل المزيد من الجهد تجاه العلاقة، كما تتماس المشكلات ببعضكما البعض وتتصل بعلاقتكم بشكل مباشر أو غير مباشر، كما أنك تستطيع الحديث بأريحية مع صديقتك عن فتاة أخرى جميلة، وتشاركك هذا النوع من الحديث، لكن يصبح الأمر نفسه خطيئة كبرى لا تغتفر مع الحبيبة، حتى لو كانت هي نفسها الصديقة السابقة، وكذلك الشكل والاهتمام الذي لا ننشغل به مع الأصدقاء يصبح ضروريا عند الحب، وكلها اختلافات ينتج عن إغفالها مشكلات كبيرة تهدد العلاقة.
خسارة الصديق
لو حدث تحول الصداقة إلى حب بعد فترة كبيرة من الصداقة؛ يكون قد خسر الطرفان كنزا كبيرا هو الصديق، الصداقة كنز لا يقل أهمية ومكانة عن الحبيب، فالصديق هو ما تكون معه نفسك تماما، على طبيعتك بلا أدنى ذرة تجمل، تشاركه همومك ومشاكلك دون أن تخشى رأيه فيك، فيسهل علينا لوم أنفسنا أمام الأصدقاء والحديث عن عيوبنا وتقصيرنا في شتى الأمور، وعلى الرغم من إمكانية فعل الأمر ذاته في علاقات الحب إلا أنه يكاد يكون مستحيلا، وذلك لما له من تبعات سلبية سيئة، كما أن ما تقدمه لأصدقائك تقدمه بحرية تامة، بينما كل ما تقدمه أو حتى تستطيع تقديمه في علاقات الحب يصبح أعباء وواجبات، عليك فعلها، ونسمع بعض الجمل الرنانة في كثير من العلاقات سواء علاقات الحب العادية أو عند تحول الصداقة إلى حب ؛ والتي مفادها أن ما يجمعنا هو الحب والصداقة، وللأسف هو حديث مثالي في الغالب، وإذا لم يكن حقيقيا نصبح خسرنا الصديق.

m2pack.biz