فاسكو داجاما

فاسكو داجاما

بحارة ومستكشف برتغالي ، أول أوروبي دار حول قارة إفريقيا ووصل الهند بحراً في أوائل القرن السادس عشر بمساعدة الملاح العربي أحمد بن ماجد مما مهد لسيطرة البرتغاليين على التجارة البحرية لمئات السنين وتكوين إمبراطورية دامت 450 سنة . هو ” فاسكو دا جاما ” ولد بالبرتغال عام 1469 لعائلة حاكمة وفي عام 1497 تولى قيادة السفن بعد وفاة  أبيه . يصفه المؤرخون بأنه كان يتمتع بقسوة غير عادية اكتسبها من تاريخه الطويل في النخاسة فقد كان يعمل في شبابه الأول في ( اصطياد ) الأفارقة لبيعهم في البرتغال . وكان شديد الطمع والتعصب الديني .

بدأ مغامراته بقيادة حملة لفتح طريق بحري إلى آسيا لمنافسة المسلمين التجار الذين كانوا يسيطرون تماماً على التجارة وطريق الحرير بين الشرق والغرب فقام بثلاث رحلات بحرية كبيرة بتكليف من ملك البرتغال ” عمانوئيل الأول ” لفتح سوق على سواحل شرق آسيا وإخضاعها للنفوذ البرتغالي .

في عام 1497 غادر ليشبونة بأسطول مكون من 4 سفن وعبر جنوب إفريقيا حول رأس الرجال الصالح ووصل موزامبيق وحدث أول احتكاك له مع المسلمين والعرب الذين كانوا يسيطرون على السواحل الشرقية الإفريقية . وكان نشأ على كرههم ، وتاه هناك حين حاول تفاديهم فاتخذ وسيلة مستغلاً عدم وجود أسلحة ثقيلة معهم لكنه تسبب في كره ومعاداة السكان هناك للبرتغاليين .

حين يئس من الوصول إلى سواحل الهند ساوم بعض القبائل على عدم الإغارة عليهم مقابل إرشاده إلى العالم البحري ” أحمد بن ماجد ” الذي كان من أعظم البحارة والجغرافيين العرب الذين يعرفون طرق البحار ومسالكها ومواسم هبوب رياح ” المونسون ” على المحيطات ، ووصل معه إلى الهند في عام 1498 وفوجئ بأن التجار الهندوس يعملون في خدمة الملاح العربي . كما غضب حين اكتشف وجود ديانة هندوسية ووجود عدد كبير من التجار المسلمين لهم نفوذ قوي هناك . واستطاع بالفعل إيجاد طريق بديل لطريق الحرير لكنه فشل في نقل البضائع عبره لشدة خطورته وحين عاد إلى البرتغال عام 1499 كان قد فقد سفينتين ولم يبق معه سوى 53 ملاحاً من أصل 107 ملاحاً .

استغل صراع الممالك في الهند للقضاء على نفوذ المسلمين فيها ، بعد أن وصلها مع الملاح العربي ” أحمد بن ماجد ” 1498 لكن الهنود برغم خلافاتهم رفضوا القضاء على الوجود الإسلامي الذي كان ينعش الهند اقتصادياً . فانتقم ” فاسكو دا جاما ” بإحراق مدينة كالكوتا لإرهابهم عام 1502ونشرت الواقعة لأول مرة عام 1905 بعد اكتشاف خطوط لأحد الملاحين الجرمانيين المرافقين له في رحلته الثانية قال فيه : ( حشدنا جنودنا ضد الهنود وخضنا معهم حرباً شرسة وأسرنا عدداً كبيراً وشنقناهم داخل السفن وقطعنا أيديهم ورؤوسهم واستولينا على سفنهم ) .

وفي كتاب بعنوان ” الطريق البحري إلى الهند ” الذي يوثق رحلة ” داجاما ” جاء فيه كيف أغار على ( سفينة حجاج مسلمين ) قادمة من مكة وعليها 380 فرداً من الرجال والنساء والأطفال وكمية كبيرة من البضائع فطاردهم واحتجز السفينة وصادر البضائع وممتلكات الحجاج الثمينة وقذف ببعضهم إلى البحر ثم أشعل النار في السفينة ومات من فيها محترقاً .

حق الملاحة آنذاك أجاز للبرتغاليين مصادرة بضائع كل من يجول في البحار في قرصنة صريحة ، وربما كان ما يميز البحارة العرب الذين وصلوا إلى شواطئ الشرق الأقصى هو حرصهم على التعامل التجاري والتبادل المعرفي مع أهل البلاد مثل ما فعل كولومبس أو فاسكوداجاما ، وهو ما جعل معظم جزر أندونيسيا وبلاد سواحل إفريقيا الشرقية تدين بالإسلام ، قام ” داجاما ” بثلاث رحلات بحرية ولم يكن يزيد أسطوله في الأولى على 4 سفن . ارتفع في الثانية إلى 20 سفينة وكانت الثالثة عام 1524 . وحين عاد إلى البرتغال عام 1499 بعد الحملة الأولى استقبل كالفاتحين ولقب بـ ( كونت ) . نصب حاكماً على كالكوتا في الهند ومات فيها بعد ذلك بقليل عام 1524 ونقلت رفاته إلى البرتغال عام 1539 في احتفال رسمي .

 

 

m2pack.biz