فقدان الذاكرة عقب الإصابة الدماغية: «متلازمة النسيان»

فقدان الذاكرة عقب الإصابة الدماغية: «متلازمة النسيان»
3 من أصل 3

فقرة 3
فقدان الذاكرة عقب الإصابة الدماغية: «متلازمة النسيان»

بصفة عامة، يظل الأفراد المصابون بمتلازمة النسيان محتفظين بالذكاء واللغة ونطاق الذاكرة الفورية، ولكن تكون الذاكرة الطويلة الأجل معتلة بشكل حاد. وتعتبر طبيعة هذا الاعتلال مسألة محل جدال كبير، حيث يذهب بعض المنظرين إلى حدوث فقدان انتقائي للذاكرة «العرضية» في حالة متلازمة النسيان (حيث تُعرف الذاكرة العرضية بأنها ذاكرة أحداث حياتك التي مررت بها؛ انظر الفصل الثاني). وعلى العكس من ذلك، يذهب باحثون آخرون إلى حدوث عجز أوسع نطاقاً في حالة فقدان الذاكرة التقليدي الذي يشمل الذاكرة «التقريرية» (التي تشير إلى ذاكرة الحقائق أو الأحداث أو الافتراضات التي يمكن أن ترد إلى الذهن ويتم التعبير عنها بشكل واع؛ وهي تتداخل بشكل ملحوظ مع مفهوم الذاكرة الصريحة، الذي ناقشناه في الفصل الثاني). على النقيض، يبدو أن لمتلازمة النسيان تأثيراَ ضعيفاً على الذاكرة الإجرائية أو الضمنية (مثل تذكر كيفية القيادة)، وحتى الذكريات الإجرائية الجديدة يمكن تكوينها بكفاءة (أي يمكن اكتساب مهارات أو عادات جديدة بكفاءة، مثل – لنقل – التلاعب بالكرات في الهواء أو ركوب الدراجة أحادية العجلة).
عادةً ما تنطوي متلازمة النسيان التقليدية على ضرر بالحصين ومناطق المخ شديدة الارتباط به مثل المهاد في الدماغ البيني؛ لهذا يبدو أن الضرر في الحصين والمهاد يمكن أن يعيق تكوين ذكريات واعية جديدة. علاوة على ذلك، عندما يتعلم الأفراد المصابون بفقدان الذاكرة مهارات جديدة، يبدو أنهم يحققون هذا دون وعي. استطاع «إتش إم»، الذي خضع لجراحة استئصال الحصين، أن يحل أخيراً لغزاً معقداً، يسمى الرسم المتطابق، كان يحاول حله على مدار عدة أيام (انظر الشكل 4-5). ومع هذا، ففي كل مرة يستلم فيها المهمة لإنجازها، كان ينكر تماماً رؤيته لهذا اللغز من قبل!

m2pack.biz