فقدان الذاكرة عقب الإصابة الدماغية: «متلازمة النسيان»
4 من أصل 4
هذه نقطة غاية في الأهمية عند تدبر الطريقة التي «تتجزأ» أو «تتفكك» بها الجوانب المختلفة من الذاكرة عقب الإصابة الدماغية، ويمكن أن تكون مفيدة عند تدبر الطرق المحتملة لإعادة تأهيل الأفراد المصابين باضطرابات الذاكرة. كما يمكن أن تقدم لنا أيضاً بعض المعلومات المهمة عن طريقة تنظيم الذاكرة في المخ السليم أو غير المتضرر. بصفة
اقترح إسكواير نموذجاً يفرق داخل الذاكرة الطويلة الأجل بين الذاكرة التقريرية (أو الصريحة) والذاكرة الإجرائية (أو الضمنية)، مع تعرض الذاكرة التقريرية فقط للخطر في حالة متلازمة النسيان.
أكثر تحديداً، تمت الإشارة على نحو معروف (من جانب كينيث كريك) إلى أنه – بالنسبة إلى أنظمة معقدة مثل المخ – قد نتعلم أكثر عن العلاقات الوظيفية في هذه الأنظمة (١) عندما تتوقف عن العمل كما ينبغي، وليس (٢) عندما يعمل كل شيء بسلاسة. علاوة على ذلك – كما رأينا في الفصل الثاني – فإن العديد من الفروق الوظيفية المقترحة في الذاكرة قد تم اقتراحها في محاولة لفهم النتائج التي تم التوصل إليها عند تقييم كل من (1) الأفراد الأصحاء و(٢) الأفراد المصابين بأشكال مختلفة من الإصابات الدماغية. قدم هذان المصدران من المعلومات نتائج مهمة فيما يخص تنظيم الذاكرة الإنسانية.
وفي موضوع وثيق الصلة، كانت هناك نزعة في الماضي نحو تصنيف جميع الأنماط الفرعية المختلفة لفقدان الذاكرة معاً حسب ما إذا كان الفرد قد واجه مشكلة وظيفية معروفة تتعلق بالذاكرة أم لا. ولكن من الواضح الآن أن الأنماط الفرعية المختلفة لفقدان الذاكرة تتمتع بسمات مختلفة، حسب الموضع الدقيق للإصابة المخية. في المستقبل، سنحتاج إلى وضع تصنيف أكثر إلماماً بالاضطرابات المخية المختلفة المرتبطة بالذاكرة.