فما يدري أين المستقر ولا أيان المنتهى

فما يدري أين المستقر ولا أيان المنتهى

فما يدري أين المستقر ولا أيان المنتهى
فما يدري أين المستقر ولا أيان المنتهى

فاللقاء منتظر..والتقاء العينين مرتقب..والتفاعل محتمل..والانفعال مؤكد..ومن يدري بعد ذلك ماذا يحدث؟..سيرمي بالقلب في بحر لجي يعلو به أمل ويسفل به قنوط..ويذهب به رجاء ويجئ به يأس..ويخيفه أفق مظلم ويطمئنه شاطئ آمن..فما يدري أين المستقر ولا أيان المنتهى..وحسبه من السرور يقظة دبت في أرض موات..وليقظة القلوب فرحة وإن أدى الأنسان ثمنها من دمه وراحة باله..وهل ينكر أن قلبه جمد من البرد وبرم بالنوم وضاق بالراحة؟..فهاهي ذي يقظة تدب..وتبشر الشرفة بدوامها..ماعقباها؟..ما غايتها؟..لايبالي في سروره الراهن ماينطوي عليه غده..فليشرق الأفق أو فليغرب..وليبتسم الحظ أو فليتجهم..فبحسبه أن قلبه صحا..وأنه منذ أيام ينتفض في اضطراب..و يضطرب في سرور..و يسر في حيرة..ويتحيّر في رجاء..ويرجو في خوف..ويخاف في لذة..هذه هي الحياة..والحياة أجمل من الموت..مهما كابد الحي من تعب ووجد الميت من راحة.

نجيب محفوظ

m2pack.biz