3من اصل3
إذ يشعر المتلقي بالحيوية تدب في أرجاء المعرض الهادىء و تلفه حالة من البهجة و المرح التي لا يمكن الهرب منها .
إختيار البوليستر كخامة لمعرض كهذا لم يات من فراغ ، فعسقلاني الذي يفضل البرونز و يفخر بكونه الوحيد الذي استعمل البوص في صنع تماثيل ، و يعتز بكونه نحاتاً خارجاً عن المألوف ، إختار البوليستر لأسباب عملية و فنية ، إذ يسهل تلوين البوليستر ، و هو الأمر الذي كان لزاماً في صب تماثيل فرس النهر ، فأتت التماثيل بألوان طبيعية للغاية ، و لم يشأ استخدام البرونز إذ أنه ليس بالأمر المقبول جمالياً . ” الموضوع يفرض علي إختيار الخامة ، فأنا أتصور الشكل في مخيلتي و في هذه المرحلة من عملية التصميم تفرض الخامة نفسها علي ، كان يمكن استخدام الخوص في هذا المعرض ، لكن الوصول للون الحيوان فرض علي استخدام البوليستر ” .
لا تخلو أعمال أحمد عسقلاني من نقد إجتماعي ، فالنحات الذي عرف بتماثيله ذات الأجسام الضخمة و الرءوس الصغيرة ، في إشارة واضحة لسمة سلبية يراها تصبغ عصرنا ، و هى استخدام العنف و تراجع إستعمال الدماغ ، يحاول دوماً إيصال رسالة للمتلقي ، و في معرضه هذا يحاول عسقلاني التنبيه بشكل مرح لخطورة الإنكباب المبالغ فيه على وسائل الأتصال الحديثة ، و هى آفة تزعجه بشكل شخصي .
إستهدف عسقلاني تحقيق ” الإنبساط ” لدى جمهوره منذ البداية حين اختار هذا الحيوان الذي ترسخ في وجداننا كحيوان مرح و عرف بإسم ” سيد قشطة ” ، و لديه جذور ضاربه في عمق التراث الفرعوني ، الذي كان له أكبر الأثر في عسقلاني ، عبر تمثال من الجرانيت الأسود لحيوان ” فرس النهر ” يقف على قدميه منتصباً بالمتحف المصري ، مخالفاً كل من صوروه إما واقفاً على أربع أو فاغراً فمه ، إستلهم عسقلاني تراث هذا الحيوان و أضاف إليه لمحة إنسانية في قالب عصري ، يفور بالحيوية و يبث في متلقيه السعادة .