فيالوتش في كوكب الأرض8من اصل11
– أطفالنا يعملون في مناخ صحي وظروف ملائمة ووسط حياة هادئة، يعملون نهارًا ويعودون ليلًا إلى بيوتهم و إلى أصدقائهم و يعملون بإرادتهم،
ولكن هذا الطفل الذى أحدثك عنه يعمل رغمًا عن إرادته ويعمل تحت ظروفٍ لا يتحملها بشر. . يعمل فى مقهى! هل تعلم ماذا يحدث هناك؟ أو حتى تعلم كيف تتم معاملته فى هذا المكان؟
– لم أغيِّر رأيى أطلاقًا فى هذا الكوكب و مهما حدث منهم. . هم كوكب التأخر والكسل في نظري.
– هذا الفرق بينك يا صديقي وبين «عادل».
– ومَن هذا الآخر!
– عادل، هو الأخ الأكبر لمريم، وحفيد الجد الذي أعيش معه. . في يوم جلسنا في المقهي وأخبرني أن توجد مشاكل في عمله ومشاكل مع زوجته، ولكن في آخر حديثه معي أقرَّ واعترف أنه مُقصِّر في حق زوجته. .
وقتها كبر هذا الشاب في نظري ليس العيب أن تُخطيء ولكن العيب ألا تعترف بخطئك .. وهذا الشاب أقرَّ واعترف أنه مخطيء ويحاول إصلاح ما أفسد وهذا شيء رائع رأيت هنا في هذا الكوكب. . علي عكسك يا صديقي؛ أنت لاتريد أن تغير فكرتك، ولا تريد أن تُبدل نظرتك في سكان هذا الكوكب. .
وليس «عادل» فقط. . وأيضًا رأيت أمورًا سيئة للغاية في التعليم، وحينما ذهبت لإحدي المدارس وتحدثت مع مُديرها كنت أتوقع أن المُدير سوف يقابل نصائحي بالهجوم ولكنني رأيت عكس ذلك. . رأيت شخصًا مُتحضرًا يتقبل حديثي، ووعدني بأن يعيد تصحيح بعض الأمور وتغيير مسارها إلى المسار الصحيح، ولا ينكر أنه أخطأ أو يوجد عنده تقصير، كل هذه العلامات والدلائل لا تجعلك تغير نظرتك عن هذا الكوكب؟
– تعلم لو أحد غيري علم بهذا الحديث ما الذي سيحدث؟ أظن أنك تعرف ما الذي ستناله من عقاب في كوكبنا. . كل ما في وسعي أو أستطيع أن أقدِّمه لك أن تذهب معي الآن ونعود وكأنني لم ولن أسمع شيئًا مما قيل الآن.