في أتون القرن 19 تأججت شعلة مدام دي ستايل 4 – 4
كان هؤلاء المدعوون يؤمونه للتآمر ضد الإمبراطور، أو للمناقشة الفلسفية في العديد من الموضوعات. كان بنيامين كونستان، وإدوارد جيون، وسيموندي، وبايرون، أكثر الرواد مداومة على زيارة صالون كوبيه. وكان شاتوبريان نفسه، قد جذبه قصر مدام دي ستايل، وكان يقول لها: “… لو كنت أملك مثلك قصرا جميلا يطل على البحيرة، لما خرجت منه أبدا …”.
كانت سيدة القصر تدير الندوات الأدبية والسياسية، التي تعقد به، وقد أمسكت بيدها غصنا، ووضعت فوق رأسها عمامة رائعة. وفي بعض الأحيان، كانت تعزف على القيثار، أو تؤدي أحد الأدوار المسرحية في شرفة القصر. وقد كانت تراجيديات راسين، وبعض مؤلفاته، مثل “آجار في الصحراء”، مبعث أجمل الأيام التي شاهدتها كوبيه.
وبالرغم من الحظر الذي فرض على مدام دي ستايل بعدم مغادرتها كوبيه، إلا أنها قامت بزيارة أوروبا. وكان لقاؤها مع جوته في فايمار، وصداقتها لشيللر، دافعا لها على تأليف كتاب قيم بعنوان “من ألمانيا”، يعتبر إنجيل الرومانتيكيين. لقد دعت في هذا الكتاب، إلى نشر الحرية بين جميع الشعوب، عن طريق التبادل الثقافي المستمر. وقد كشف هذا الكتاب للفرنسيين، مدى ثراء الأدب الألماني، كما يجب أن نشير إلى كتابين آخرين هامين لمدام دي ستايل، وهما “دلفين” و “كورين”، وكلاهما يعبران عن احتجاج المرأة على مجتمع يقيد الاتجاهات العامة. وبصفتها رائدة لأدب أوروبي، ظلت مداد دي ستايل متشبثة بكوبيه، أو كما يقول عنها ستندال: “مركز القيادة للرأي الأوروبي”.
وما كادت سيدة قصر كوبيه تنتهي من كتابها “آراء في الثورة الفرنسية”، حتى انطفأت شمعتها، في باريس، يوم 14 يوليو 1817، وهي في الواحدة والخمسين من عمرها.