في ختام تظاهرة ‘السينما المغاربية’ فيلم ‘المشي’ لغة بصرية حساسة تسرد تمرد المغلوبين الحارق

في ختام تظاهرة ‘السينما المغاربية’.. فيلم ‘المشي’ لغة بصرية حساسة تسرد تمرد المغلوبين الحارق

في ختام تظاهرة ‘السينما المغاربية’.. فيلم ‘المشي’ لغة بصرية حساسة تسرد تمرد المغلوبين الحارق

باريس أحمد صلال: تخيل أنك لا تتقن اللغة التي يتحدث بها شخوص الفيلم، جيداً، هل تستطيع الاستمرار في متابعة الفيلم؟ هذا أول سؤال راود مخيلتي لدى مشاهدتي فيلم ‘المشي’ في حفل ختام تظاهرة ‘السينما المغاربية’ مساء أول أمس.
الفيلم مغربي من إنتاج فرنسي وناطق بالفرنسية، ولكن حساسية اللغة البصرية العالية جداً في الفيلم، تجعل حركة الكاميرا وكوادرها أهم من الحوار، حيث أن السيناريو وكوادر الكاميرا سردت للجمهور، الذي غص به مسرح ‘رفيق الحريري’ في معهد العالم العربي في العاصمة الفرنسية- باريس- سردت أحداث الفيلم بطريقة لا تجعل اللغة حاجزاً بينك وبين التلقي البصري.
المهاجرون المغاربة خلال عقد الثمانينات وبالتخصيص في فترة حكم الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران، موضوعة الفيلم. تجري أحداث الفيلم التي تبدأ مع مشهد شباب يجلسون أمام مدخل إحدى الأبنية القديمة في مدينة ليون الفرنسية، هنا يظهر شاب تطارده الشرطة وحينما لا يفلح بالنجاة يكون فريسة سهلة للكلب المرافق للشرطة، الكب نهش جسد الشاب بشكل وحشي وجرعة عنف قاسية لا تطاق، بعدها قامت الشرطة بإطلاق النار على الشاب المنهوش، هذه الأحداث تظهر تحديات المهاجرين غير الشرعيين في وجه الانتماء والهوية الفرنسية التي لا تمنحهم حقوقهم كاملة في أحايين، وفي أحايين أخرى تجعلهم عرضة للتمييز العنصري آنذاك.
عديد الشخوص من المغاربة والمناصرين لهم من الفرنسيين عقب هذه الحادثة البشعة، يعقدون العزم على المشي في كل المدن والبلدات الفرنسية للتعريف بأحقية حقوقهم وعسف التعامل معهم، المتجسد بإنكار وجودهم الإنساني ومساواتهم للمواطنين الفرنسيين من خلال الحرية والعدالة والضامن الاجتماعي والصحي، هذه الفسحة من المشي الطويلة تتعقد فيها أحداث الفيلم وتبرز تناقضات الشأن العام في تعارضه مع الخاص واشتباكه، اشتباك يحمل بين طياته الحب والمودة تارةً، وعدم التجانس والتناحر في تارةً أخرى، بين المجموعة التي تغلبت على مشاكلها والصعوبات التي واجهتها حتى استطاعت إقناع الناس والتواصل مع الإعلام لتظيهر قضيتهم المحقة التي لاقت قبولا، وأصبح فريق المشي نجوم مجتمع ورأي عام، وربما قادة سياسيين، وينتهي الفيلم بكوادر من العاصمة الفرنسية- باريس- التي تخرج مؤيدة لمطالبهم في أحيائها العريقة مثل الباستيل والمنبرناس، تظاهرة حاشدة تجاوزت الأربعين ألف شخص، لتفرض على السلطة منح الإقامة الشرعية والضامن الصحي وحقوق المواطنة لأناس تعثروا بقدرهم السيىء وبعثرتهم الريح.
روزنامة الأفلام:
الأفلام التي كانت مدرجة على برنامج المهرجان كانت كثيرة، ولكنها لم تكن على قدر التحدي بين فيلم الافتتاح والختام، اللذين لم يكتفيا بنفاد كافة التذاكر، وإنما حظيا باهتمام إعلامي ونقدي كبير، تجسد عبر وسائل الإعلام العربية والفرنسية منها، المرئية منها والمسموعة والمقروءة على قدم المساواة، حيث أفردت تقارير وتغطيات عن الافتتاح وجمهوره المميز.ولكن باقي الأفلام لم تتمكن من ربح الرهان وخاصةً تلك القصيرة منها، التي أظهرت ضعفا في أبجديات الطرح البصري، وربما مرجع ذلك الاستسهال، علماً أن الأفلام القصيرة تحتاج لخبرة ومران تفوق الطويلة منها، حسب رأي المختصين، ولا يمكن أن يفوت المتلقي بعثرة الطرح الذي تفاوت بين مشاكل الوطن والمهجر وبين الهم السياسي وشريكه الاقتصادي، عدم توحيد موضوعة الأفلام من حيث المضمون والحقبة الزمنية الواحدة، لم يكن نقطة قوة بقدر ما كانت رسائل مبعثرة تبحث عن عناوين
كواليس:
برنامج التظاهرة كان مرتبكاً في الافتتاح، حيث لم يمش على هدى الخطوات التي كان مرسوماً لها، حيث كان من المقرر أن يحضر مدير القناة الفرنسية الخامسة، والذي لم يحضر وألغيت كلمته، وهو أحد الرعاة للتظاهرة، وتبين فيما بعد عدم وجود أحد من المسؤولين أو القائمين على المعهد في استقباله، ولدى وصوله لباب المسرح عرف عن نفسه لأمن المسرح الذين رفضوا إدخاله من دون تذكرة وطلبوا منه بطريقة فجة الذهاب وقطع تذكرة.’

m2pack.biz