في ميلاده الأول . فراق أوقد لوعة لا ترحم الشعراء

في ميلاده الأول… فراق أوقد لوعة لا ترحم الشعراء

في ميلاده الأول... فراق أوقد لوعة لا ترحم الشعراء

*مهداة إلى روح المُتجلّي في غيابه، أبو الشيماء البراق عبد الجليل…
تَمُتُّ لِي
بِالصِّلَةِ الَّتِي تُغْرِي النَّحْلَ
بِزَهْرِ الْقَفْرِ
فَهْوَ يَأْتِيهِ
مِنْ كُلِّ جُرْحٍ عَمِيقٍ.
فِراقُكَ السَّادِيُ الْغَادِرُ
فِيَّ
أَوْقَدَ لَوْعَةً
لاَ تَرْحَمُ الشُّعَرَاءَ
تَلْثُمُ الْقَلْبَ شِبْراً شِبْراَ.
آَهٍ، أَيُّهَا الْفَارِسُ الَّذِي
لِمُجَرَّدِ صَيْحَتِهِ
تَنْبُتُ الأَحْرُفُ
مُكَذِّبَةً
عَقِيدَةِ الْبُومِ.
أَنَا وأَنْتَ
زَرَعَتْنَا الأَحْجِيَةُ
الَّتِي صَمَتَتْ عَنْهَا
شَهْرَزَادُ
فَكَانَ أَنْ لَدَغَتْنَا بِشَهْرَيَارِيَتِهِ الْوَقْتُ
مُغَلَّفًا
بِنِفَاقِ السَّاسَةِ وَحَمَاقَاتِهِمْ.
أَنْتَ وَأَنَا
فِي مَعْنَى أَنْ…
نَتَنَفّسَ مِلْءَ رِئَةٍ مَثْقُوبَةٍ
تَمَاماً
عِشْقَ وَطَنٍ
مُهَان الرِّجَالِ
لَكِنَّهُ يَبْقَى وَرْدَتِنَا الْوَاحِدَةَ
غِنْجاً وَنُفُوراً؛
وَرْدَةً لاَ تَتَغَضَّنُ
بِرُغْمِ طَعَنَاتِ الزّمَنِ؛
وَرْدَةً نُذَوِّبُهَا فِي دَمِنَا
وَطَنًا نَعْجِنُ مِنْ قَمْحِهِ
قَصَائِدَنَا
أَقْصِدُ وَرْدَتَنَا الْوَحِيدَةُ
الَّتِي مَهْمَا طَعَنّاَ فِي الْغِيّابِ
لاَ تُبَدِّلُهَا السَّنُونُ
أَبَداً تَجِيءُ وَقَدْ نَضِجَ بُرْتُقَالُ وِجْنَتَيْهَا
وَلَبِسَهُمَا شَفَقٌ خَجُولٌ جِدّاً
لِأَقُولَ لَهَا
تَمَاماً مِثْلَمَا عَلَّمْتَنِي:
خَجَلُكِ الزَّائِدِ هَذَا
لاَ مَحَلَّ لَهُ مِنَ الإِعْرَابِ.
أَقُولُ الْوَطَنَ وَأَعْنِي جَوْرَهُ بِالطَّبْعِ
يَا فَارِساً
يَدُ الرَّدَى
مِنْ قَلْبِي قَدْ قَطَفَتْهُ.
شاعر من المغرب

m2pack.biz